أكد سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة، صباح اليوم السبت، على أنه الرغم من كل حملات التشكيك والتبخيس والتيئيس فإن حصيلة الحكومة الحالية على العموم هي حصيلة مشرفة.
وشدد العثماني، خلال أشغال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، على أن الحزب يسعى إلى النجاح في امتحان الوفاء للملك والثوابت الوطنية والانسجام مع اختيارات الدولة وما يقتضيه من دعم للجبهة الوطنية، “لأننا لا يمكن أن نكون شقا لولوج خصوم الوطن”.
وقال العثماني إن من أبرز التحديات التي واجهت الحزب إعلان الرئاسة الأمريكية اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه وما صاحبه من عودة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أن “العدالة والتنمية لا يمكن أن يقع في صدام مع اختيارات الدولة وتوجيهات الملك، باعتباره رئيس الدولة الذي يؤول له دستوريا أمر تدبير العلاقات الخارجية”.
وأوضح العثماني أن موقف الحزب خيب ظن خصومه الذين كانوا يراهنون على هذا التناقض، مضيفا: “راهنوا سابقا ومازالوا على أن تتعمق الخلافات الداخلية للحزب ليصل إلى الانقسام، وستخيب ظنونهم”.
كما أعلن العثماني أن الامتحان الثاني هو مواصلة الإصلاح السياسي رغم الصعوبات التي تواجهه، ومنها ضعف وهشاشة البنية الحزبية المغربية، وتراجع المد الديمقراطي إقليميا وعالميا، مؤكدا أن “الامتحان الثالث هو صيانة الوحدة السياسية والتنظيمية للحزب بعد فشل مساعي الخصوم إلى البحث عن تناقضات مفترضة”.
وضمن تشخيص واقع البيت الداخلي للعدالة والتنمية، أعلن العثماني عن “عدد من مميزات الحزب ونقط قوته التي بوأته مكانة معتبرة ومسؤولية مقدرة في الحياة السياسية”، مشيرا إلى اختياره المشاركة في الحكومة وما أتاحه له من إمكانيات إصلاحية ارتبطت بها إشكاليات متعلقة بالتدبير.
من جهة ثانية، وعلاقة بسنوات الحكومة الأربع، كشف رئيس الحكومة أنها “تؤشر على تقدم بارز في العديد من الإصلاحات ووضع بصمة إيجابية حقوقيا وسياسيا واجتماعيا وتنمويا”، موضحا أن ذلك يأتي “رغم حملات التبخيس والتشكيك والتيئيس”، وزاد مستدركا: “لكن حصيلة الحكومة مشرفة باعتبارها حكومة اجتماعية”.
وأكد العثماني أن حكومته التي وصفها بالاجتماعية أعطت الأولوية لقطاعي الصحة والتعليم من خلال تنزيل ورش إصلاح التربية والتكوين وتعميم التعليم الأولي، مبرزا أن “الأولية اتضحت من خلال الزيادة المضطردة لميزانية التعليم والصحة ومعهما المناصب المالية التي تضاعفت”.
وبالتزامن مع توبيخ والي الرباط لعمدة “البيجيدي”، الذي أثار الكثير من الجدل في المغرب، دعا رئيس الحكومة منتخبيه إلى عدم السقوط في الاستفزازات كيفما كان نوعها، مناديا بالتعاون مع الشركاء والمتدخلين والمؤسسات لخدمة المواطنين، لأن التعاون هو الأصل.
وطالب العثماني في هذا الصدد بضرورة احترام الاختصاصات المخولة لكل طرف، معلنا دعمه المطلق لكل منتخبي الحزب “الذين يناضلون في مواقعهم”، ومساندته لهم “في ما يتعرضون له أثناء أداء مهامهم”.
وأوضح العثماني خلال عرضه للتقرير السياسي أثناء الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أن هذه الحكومة حكومة اجتماعية بامتياز استطاعت ترصيد المكتساب الاجتماعية للحكومة السابقة مع توسيع الشرائح المستفيدة منها والرفع من الميزانيات المخصصة.
واستدل العثماني في هذا الصدد ببرنامج تيسير الذي انتقل التلاميذ المستفيدون منه في ظل هذه الحكومة من 700 ألف تلميذ إلى حوالي مليونين ونصف وهي طفرة كبيرة يقول العثماني مشيرا إلى أن جميع البرامج الاجتماعية زيد في ميزانيتها وزيد في عدد المستفيدين منها.
وأكد العثماني أنه ليس من الممكن تقديم حصيلة مفصلة في هذا التقرير السياسي، لكن الهدف هو التأكيد على أنها حصيلة مشرفة وإن كانت الانتظارات أكبر مما تحقق بكثير.