عتيق السعيد: جلالة الملك دعا لتمكين الشباب في الحياة السياسة لمواكبة دينامية الإصلاح و ترسيخ الخيار الديمقراطي

يعد خطاب الحسيمة تقييم واقعي لمخرجات الأحزاب السياسية ودورها في ترسيخ الخيار الديمقراطي حيث أن الأحزاب السياسية تعتبر أهم أداة لتأطير المواطن وإدارة العمل السياسي ولا يمكن لأي حكومة كيف ما كانت توجهاتها ان تؤمن بالديمقراطية كنظام لتسيير برامجها بصورة جيدة بدون وجود أحزاب سياسية فعالة ومؤمنة بعملية الإصلاح
جلالة الملك دعا لعقد سياسي جديد بين الشباب والأحزاب، على اعتبار ان الشباب هم أكبر نسبة عددية وطاقة بشرية في المجتمع وبما انهم الطريق الحصري لمستقبل أفضل للمغرب الذي يتطور بشكل مستمر، فلابد من تمكينهم سياسيا وتزويدهم من طرف الأحزاب السياسية بالقدرات التي يحتاجونها لقيادة مختلف مفاصل البلد مستقبلاً، بغية تنمية روح المواطنة والانتماء من جهة، وضخ دماء جديدة في الحياة السياسية من جهة أخرى، مما سيساهم بشكل ملموس في تجويد العمل الحكومي.
نعتبر خطاب جلالة الملك رؤية واقعية لتصحيح طرق اشتغال الأحزاب السياسية التي رغم محاولاتها في التغيير و رسم صورة إيجابية لدى المواطن لاسيما فئة الشباب التي نفرت الساسة ما تتابعه من تصدعات مست في العمق البيت الداخلي لبعض الأحزاب التي أصبح منهجها الميل كل الميل لتمجيد فئات سياسية أصبحت محترفة في التموقع السياسي رغم فقدانها الثقة لدى عموم المواطنين
جلالة الملك طالب بتجديد النخب السياسية واحتضان الشباب سياسيا و هي مبادرة أصبحت ضرورة أساسية لما يعرفه المغرب من دينامية التطور على جميع المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية، فالشباب يواكب الاهتمام بأقرانهم والفئات المهمشة القريبة منهم وبالتالي سيعملون من أجل تجويد معيشتهم و هو ما سيدفع الحكومة إلى الاستجابة بشكل سريع لمطالبهم و المساهمة في إعادة توزيع موارد الدولة بشكل أكثر عدالة
ان الشباب الممارسون للعمل السياسي داخل الأحزاب من خلال الشبيبات الحزبية هم بشكل عام اقلية لا تتناسب مع حجمهم العددي كشباب داخل بنية المجتمع، بالإضافة إلى أن فئات أخرى مهتمة بالعمل السياسي من وراء الحجرات يتابعون الاخبار السياسية ويشاركون بالانتخابات، وأغلبهم غير منتمين تنظيمياً لكنهم غير مستقلين فكرياً و بالتالي حان الوقت لتمكينهم سياسيا من اجل ترسيخ الخيار الديمقراطي الدي أسس له دستور 2011