*فاطمة الزهراء أخانة
وسط موجة غضب والتي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، حول الارتفاع الكبير في أرقام الحالة الوبائية ببلادنا، وذلك راجع بسبب البؤرة المهنية ”لالة ميمونة”، امتلأت مجموعة من صفحات المواقع بصور “نساء الفراولة”، مع تدوينات غاضبة تصف ما وقع بالاستهتار بأرواح المواطينات والمواطنين.
وأعادت هذه البؤرة الوبائية التي قلبت الموازين المغرب إلى نقطة الصفر في حربه ضد الفيروس، والتي سجلت في أقل من 24 ساعة الأخيرة ما يزيد عن ست مائة حالة مؤكدة مصابة بفيروس كورونا، وما زال العدد مرشحا للارتفاع أكثر بعد إخضاع أكثر من 6000 عاملة وعامل للتحاليل المخبرية، وهو ما ينذر بكارثة في إقليم القنيطرة.
وتسببت هذه البؤرة المهنية، موجة غضب عارمة في صفوف إعلاميين وسياسيين وجمعويين، معبرين عن استنكارهم، باستهتار أرباب هذه الضيعات بأرواح الآلاف من المواطنين، محملين السلطات المحلية وأصحاب هذه الوحدات الفلاحية الخاصة بجني الفراولة، مسؤولية تفجر إصابات كورونا التي يصعب السيطرة عليها.
وقال الاعلامي، صلاح الذين الغماري، في مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي ،”مبقيتش قاد هلكتونا”، في إشارة إلى عدد الحالات المهولة التي تم تسجيلها صباح أمس في ضيعات “لالة ميمونة” للفراولة.
وصرحت الإعلامية بقناة “ميدي 1 تيفي، إيمان أغوتان، عبر صفحتها بموقع “فيسبوك”، “كيفاش بؤرة وحدة تعطينا أكثر من 400 حالة إصابة، فين التعقيم؟ فين الكمامات؟ فين الإجراءات والاحترازات، فين التواصل …”، مضيفة في تدوينتها ” على وزارة الصحة أن تبرمج ندوة صحفية بحضور صحفيين تفاعل مع أسئلتهم، مشيرة في هذا السياق بقولها: ” معندها حتلا معنا يجي شي واحد يقرا علينا رقم صادم ويزيد فحالو يخلينا للتكهنات والتوقعات”.
وقال عزيز قرماط، القيادي في حزب “المصباح”، ونائب رئيس مجلس القنيطرة، في تصريحات إعلامية، “من أعطى أمر عدم إخضاعهم لتحاليل مخبرية والاكتفاء بفحص عاد؟ وما علاقة ذلك باستمرار اشتغال المعمل قبل قرار إغلاقه المتأخر، رغم اكتشاف اصابات بداخله؟ وكيف تم السكوت عن كل شيء لغاية تفجر البؤرة”.
وطالبت فاطمة الزهراء برصات، النائبة البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، في هذا الموضوع من خلال سؤال كتابي، وجهته إلى رئيس الحكومة، بتحميل أرباب العمل المسؤولية المدنية عن أي خلل قد تترتب عنه إصابة العمال والعاملات بالوباء، وبالتالي المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي يسببه الإخلال بالالتزام، داعية إلى الكشف عن التدابير التي ستتخذها الحكومة من أجل تقيد أرباب العمل في الوحدات الانتاجية بشروط الصحة والسلامة لفائدة العاملات والعاملين لديهم.
وأشار سؤال النائبة البرلمانية إلى أن أسباب هذه البؤرة تعود لعدم اتخاذ المشغلين ما يكفي من التدابير الاحترازية الواجبة لحماية العاملات والعمال ومخالطيهم من الاصابة بالفيروس، مبرزة أن هذا الأمر سبق أن تم تنبيه الحكومة إليه في مناسبات سابقة.
وطالبت أيضا فدرالية رابطة حقوق النساء، في رسالة لها وجهتها إلى عامل عمالة إقليم القنيطرة، بحماية النساء العاملات في الضيعات والوحدات الإنتاجية بالإقليم من فيروس كورونا، والتدخل العاجل، واتخاذ مزيد من التدابير لحماية النساء العاملات بمختلف القطاعات للحد من تفشي الوباء، وضمان شروط السلامة لهن، ولعائلاتهن من الإصابة، والحرص على سلامتهم باعتبارها أولوية على تحقيق الأرباح الاقتصادية، اتخاذ كافة الإجراءات، والتدابير، والعقوبات في حق المشغلين، الذين ثبت تلاعبهم بسلامة، وحياة النساء العاملات.
وذكر أن وزير الصحة أرسل لجنة تفتيش مركزية إلى القنيطرة، للوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء انفجار البؤرة الوبائية بـ “لالة ميمونة”، بعد تسجيل مئات الحالات دفعة واحدة في صفوف المستخدمات والمستخدمين.
*صحفية متدربة