أوزين :بنموسى أخل بقواعد اللياقة الدبلوماسية

قال وزير الشباب والرياضة السابق، ونائب رئيس مجلس النواب عن الحركة الشعبية حاليا، محمد أوزين، أن ما قام به شكيب بنموسى رئيس اللجنة  الخاصة بالنموذج التنموي  يعرف دبلوماسيا بالإخلال بقواعد اللياقة، مشددا على أن أول من يجب إطلاعه على "تقدم أشغال" اللجنة هو صاحب الجلالة.

وقال أوزين في تصريح لبلبريس إنه:"ما قامت به اللجنة في خطوة حكيمة من خلال رفع طلبها الى صاحب الجلالة لتمديد المهلة المخصصة لها. إلى هنا تبدو الأمور جد عادية، مضيفا "لكن ما أثار إنتباه المواطنين والمتتبعين هو اللقاء الذي عقده رئيس اللجنة مع السفيرة الفرنسية، Hélène Le Gal والتي نرحب بها بالمناسبة و نتمنى لها كل التوفيق في مهامها الجديدة بالمملكة السعيدة".

وأردف النائب البرلماني عن الحركة الشعبية أن "ما إستوقف الكثيرين خلال هذا اللقاء هو تعليق المشاورات في ظل الجائحة و خلق منصة للمشاورات. فهل كان اللقاء عن بعد أو كان إستقبالا محليا؟ وفي كلتا الحالتين هل كانت زيارة مجاملة لزميل كان سفيرا في الديارالفرنسية أم لرئيس اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي؟ إذا كان الأمر يتعلق بالاحتمال الأول فالأمر سيبدو عاديا ربما، لكن إذا كانت الزيارة لرئيس اللجنة فهذا يطرح مشكل.

وتغريدة السفيرة تحدثت عن شكرها للرئيس اللجنة على تقديمه لها ما أسمته ب “un point d étape “ يمكن ترجمتها "بتقدم أشغال" وهو تعبير قريب جدا من التعبير الإنجليزي progress point", route point, way point , update, حسب السياق، لكنه يَسُوقُ تقريبا نفس الحمولة الدلالية. و point d étape هو غالبا مناسبة للتعرف على مراحل تطور موضوع ما، من خلال الإطلاع  على الاختيارات المحددة لتوجهاته الكبرى بغرض المصاحبة أو النصح، يضيف المتحدث ذاته.

وشار أوزين إلى أنه "إذا كانت المصاحبة والنصح شيئا محمودا، فالسيد الرئيس، والذي نكن له كل التقدير والاحترام، وهو الدبلوماسي المحنك, قد قام بما يعرف دبلوماسيا بالإخلال بقواعد اللياقة" مردفا" فرنسا جارة صديقة وقريبة من قلوب المغاربة، وأي دعم أو نصح منها لن يكون إلا مرحبا به. لكن هناك أعراف وتعاقدات وجب إستحضارها، فأول من يجب إطلاعه على "تقدم أشغال" اللجنة هو من عَهَدَ لها بالعمل على بلورة مضامين وثيقتها. أي صاحب الجلالة، ثم من أسهموا بمذكراتهم وآرائهم وتصوراتهم وإقتراحاتهم ورؤاهم. من شكلوا لجانا وسهروا الليالي و عقدوا إجتماعات لتقديم منظور توسموا فيه خيرا لهذا البلد العزيز. هم الأحزاب والنقابات والجمعيات و البرلمان بغرفتيه وكل القوى الحية التي سارعت ووضعت مذكراتها إسهاما منها في النموذج المنشود، وغيرة منها على تربة هذا البلد العزيز.

وشدد المتحدث ذاته على أن تغريدة السفيرة، قابلها تكذيب للرئيس هذا الصباح. و هنا إختلطت الأمور، وأصبح المشهد سرياليا ليزداد تعقيدا. رئيس اللجنة إختار موقعا محترما للتوضيح لكنه موقع ناطق بالفرنسية. ولم يشرك أي موقع آخر ناطق بالعربية. و هو ما إعتبره الكثيرون رد على السفيرة، وليس توضيحا للمغاربة الذين طالبوا بالتوضيح. ليزداد شد الحبل، نتيجة لاستياء العديد.

وأردف أوزين "السيد الرئيس تحدث في توضيحه عن كون هذه الزيارات تدخل في إطار روتيني للسفراء أو ما يعرف بزيارة مجاملة visite de courtoisie. وقد عقد لقاءات عدة مع مجموعة من السفراء في هذا الإطار، ذكر منهم السفير الأمريكي والسفير البريطاني. لكن لا أحد منهم تحدث عن progress point أي تقدم أشغال عمل اللجنة. وهنا شرعية السؤال: لماذا شكلت السفيرة الفرنسية إستثناء؟".

وطبعا تصريح الرئيس بديهي، ولم يأت بجديد، بل يقدم أجمل تفسير لاستياء المغاربة. فكلام الرئيس ليس موضوع اختلاف، وإنما يفسر موضوع الخلاف، يقول أوزين، قد نتفق وقد نختلف، لكن ما لا يمكن ان نختلف حوله هو قول الخبير في الابتكار والباحث الإنجليزي Charles Leadbeater “من الأخطاء الشائعة أن نظن أن حدود قدرتنا على الإدراك هي حدود ما يمكننا ادراكه". و هو قول يسري علينا جميعا.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.