البعمري :"خطاب المسيرة الخضراء أعاد التذكير بالبعد المغاربي.. واستحضار لليد الممدوة تجاه الجزائر"

علق الباحث في قضايا الصحراء، نوفل البعمري على خطاب الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء بالقول :"الخطاب الملكي أعاد التذكير بالدور الوطني، الملحمي للمسيرة الخضراء و قدرتها على تحرير الصحراء من الإستعمار الإسباني بشكل سلمي حيث تعد مناسبة حسب الخطاب رمزا من رموز التلاحم الوطني بين العرش و الشعب و شكلت لحظة من لحظات الإجماع الوطني و إعادة تشكيل الثوابث الوطنية الجامعة."

ويضيف البعمري لـ"بلبريس" :"خطاب المسيرة يعتبر إذا ما ربطناه بمضامين الخطب السابقة منذ خطاب 6 نوفمبر 2015 إلى الآن تأسيسي لمرحلة يمكن اعتبرها مرحلة ثالثة منه، ما بعد مرحلة اتفاق وقف إطلاق النار و مرحلة اقتراح الحكم الذاتي،لنصل لهذه المرحلة التأسيسية للحل السياسي الواقعي، المنسجم و المتناغم مع مبادرة المغرب باعتباره المقترح و المخرج الوحيد لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء اذن حسب مضامين الخطاب نحن أمام مرحلة جديدة أكد فيها الملك على المعايير الأممية التي تضمنتها القرارات السابقة على رأسها قرار أكتوبر الماضي الذي خلف حالة صدمة و هلع في صفوف البوليساريو."

أما بالنسبة للدعوة السابقة للملك محمد السادس لفتح الحدود مع الجارة الجزائري يقول الباحث في قضايا الصحراء "خطاب المسيرة الخضراء أعاد التذكير بالبعد المغاربي، و هي مناسبة لاستحضار مبادرة المغرب اتجاه الجارة الجزائرية، اي مبادرة اليد الممدوة التي سبق أن أكد عليها خاصة عندما اعتبر الخطاب الملكي السابق أن الانتصار الكروي الجزائري في كأس إفريقيا هو انتصار للمغرب، بمعنى حسب مضمون الخطاب أن العدو المشترك لشعوب شمال أفريقيا هو الجمود و ضعف التنمية و انخفاظ مستوياتها و هو ما يقلق شعوب المنطقة و ما يشكل تحدي أساسي في البناء المغاربي."

ويتابع البعمري في تعليقه "خطاب المسيرة أعاد طرح مسألة العدالة المجالية،و أعاد رسم و قراءة الخريطة المغربية على مستوى تموقع الصحراء جغرافيا و باقي المدن المغربية، كما أكد على أهمية تقوية و تعزيز مستوى البنية التحتية من خلال ربط الجنوب الصحراوي بوسطه من خلال السكة الحديدية و الطريق السيار في تكرار لنفس النموذج الذي عرفه شمال المغرب علاقة بوسطه."

وخلص المتحدث في تعليقه إلى أن "خطاب المسيرة لهذه السنة لا يمكن قراءته بمعزل عن مختلف التطورات التي عرفها الملف أمميا و تراجع أغلبية دول العالم على الاعتراف بالكيان الوهمي، و عودة المغرب لإفريقيا و قيادته للبلوماسية المغربية في هذه القارة."