(تصوير : سناء بونو )
"متى استعبدتم النساء وقد ولدتهن أمهاتهن أحرارا" و "لا لتجريم العلاقات الجنسية الرضائية" هي شعارات وغيرها المطالبة برفع يد الدولة على الحريات الفردية للمواطنين، في وقفة حضرها اليساريون وغاب عنها الإسلاميون بعد الحكم الصادر على هاجر الريسوني ومن معها يوم الإثنين الماضي .
وعلى هامش الحدث تقول الناشطة الحقوقية، سارة سوجار، حضورنا اليوم هو للتنديد بالحكم الصادر في حق الصحفية هاجر الريسوني ومن معها، وهو الحكم الذي يساءل مجموعة من القوانين المتخلفة التي كانت قبل دستور 2011 والتي لا تنسجم مع الالتزامات الدولية للمغرب.
وتتساءل الناشطة الحقوقية في حديثها لـ"بلبريس" :"كيف لبلد في سنة 2019 أن يجرم العلاقات الجنسية الرضائية والوقف الإرداي" مستدركة أن :"هاجر الريسوني هي بريئة من التهم الموجهة إليها ويلزم الإفراج عليها ومن معها في الملف" .
ويندد عبد الله نزار عيد، عن منتدى الحداثة والديمقراطية، (يندد) بالأحكام الصادرة على الصحفية هاجر الريسوني ومن معها، معتبرا أن "الدولة تستغل فصول القانون الجنائي الماسة بالحريات الفردية لإخراص الأصوات المعارضة ولعل المثال الأبرز هو هاجر الريسوني التي كانت ضحية هذه الأمور بعد تغطيتها لوقائع حراك الريف".
ويضيف عيد لـ"بلبريس" :"نحن في المنتدى ومنذ تلقي خبر إلقاء القبض وما عقبه من ردود الأفعال اتصلنا بمجموعة من المحاميين والخبراء القانونيين الذين أكدو على مجموعة من الخروقات التي شابت الملف وكان أبرزها الخبرة الطبية التي كانت بدون إرادة المعنية بالأمر ثم التشهير بالقنوات العمومية" مطالبا في نفس الوقت بـ"تغيير فصول القانون الجنائي التي تضرب في الحريات الفردية للمواطنين ويلزم فتح نقاش حقيقي في الموضوع".
عائلة الطبيب جمال بلقزيز المتهم هو الآخر في الملف، لبت دعوة الفعاليات الحقوقية للمشاركة في الوقفة أمام قبة البرلمان .
وحول هذا الإطار يقوليونس بلقزيز، ابن الطبيب المتهم في ملف الإجهاض، "الحكم كان قاسيا وكنا ننتظر البراءة والدفاع أثبت ذلك لكن نفاجئ بذلك الحكم" .
ويضيف بلقزيز "نتمنى أن يتم حل المشكل في مرحلة الاستئناف ومكانه ليس بين أسوار السجن وإنما بين عائلته في منزله ".
أما بالنسبة لوضعيته النفسية يتساءل إبن الطبيب بنفسية متأثرة :"كيفاش بغيتيه يكون بعد السماع بالحكم ؟" في إشارة لوضعيته النفسية السيئة .
من جهتهم أصدقاء الحقوقي رفعت أمين كانو حاضرين في وقفة "الحرية لهاجر ومن معها" .
وتقول الناشطة الحقوقية، أمينة بوغالبي، "رفعت أمين ومن معه لا يستحقون هذه الأحكام الجائرة التي أصدرت في حقهم ونطالب بالحرية الفورية" .
وتعبر بوغالبي لـ"بلبريس" :"عن أملها في الحرية لرفعت الأمين ومن معها في مرحلة الاستئناف".
وتضيف الناشطة الحقوقية، أن "هذه الحكم تعكس صورة سلبية للمغرب وللحركة الحقوقية في دول الخارج" .
"أن تكون مهاجرا في دولة تحبها وتشتغل في مجال حقوق الإنسان وفي لحظة تجد نفسك عرضة لإنتهاك حقوق الإنسان المسألة صعبة للغاية" هكذا علق ياسين بزاز، رئيس معهد بروميثوس لحقوق الإنسان، وصديق رفعت الأمين، (علق) حول الحكم الصادر على صديقه السوداني .
ويستغرب بزاز "كيف لقوانين وضعت من المستعمر المغربي أن تطبيق في سنة 2019 "، معتبرا أن "طريقة الاعتقال هوليودية والمحاكمة كانت سيريالية" .
ويطالب الفاعل الحقوقي بتغيير فصول القانون الجنائي معتبرا أن هذه الفصول تخالف الدستور المغربي الذي يشدد على احترام كونية وشمولية حقوق الإنسان .
وكانت المحكمة الإبتدائية بمدينة الرباط، قضت بالسجن بالسجن لمدة عام على الصحفية هاجر الريسوني، بعد إدانتها بتهمة ممارسة الجنس دون زواج وإجهاض جنين نتج عن هذه العلاقة، بالإضافة لسنة كذلك بالنسبة للحقوقي رفعت أمين، وسنتين للطبيب جمال بلقزيز وسنة للطبيب المخدر وثماني أشهر موقوفة التنفيذ بالنسبة للممرضة .