
استقبل الملك محمد السادس، اليوم السبت، بالقصر الملكي بالرباط، رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مستفسرا الأخير عن مآل تفعيل التوجيهات الملكية الواردة في خطاب العرش لسنة 2019.
في هذا الإطار أكد المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسة والقانون الدستوري، عمر الشرقاوي، أن هذا الاستقبال يبرز ممارسة الملك محمد السادس لاختصاصاته الدستورية .
وأضاف الشرقاوي لـ"بلبريس" أن الملك كلف مند عيد العرش رئيس الحكومة بممارسة صلاحياته في الاقتراح في تشكيل الحكومة، ويعقب هذه المرحلة سلطة الملك المتعلقة بمجال التعيين وكان من الضروري أن يكون هذا الاستفسار .
ويتساءل المحلل السياسي :"لماذا هذا الاستفسار ؟" موضحا، أنه "من الواضح أن هناك نوعا من المشاكل في ولادة الحكومة في نسختها الجديدة وأن هناك نوعا من التأخر الغير مفهوم في الإعلان على هذه الحكومة، فبعد 50 يوما من خطاب عيد العرش لم يقدم رئيس الحكومة مقترحاته بشأن التعديل الحكومي مع اقتراب الدخول السياسي".
وأشار أستاذ القانون الدستوري أنه :"كان من اللازم للمؤسسة الملكية وفقا لما يمنحها الدستور استفسار رئيس الحكومة حول مآل تفعيل مضامين خطاب عيد العرش خصوصا فيما يتعلق بتشكيل الحكومة" .
وبخصوص التكتم الذي ينهجه رئيس الحكومة حول المشاورات مع مكونات التحالف الحكومي قال عمر الشرقاوي في حديثه مع "بلبريس" :"طبعا هذه ثقافة بالية يعتمدها رؤساء الحكومة الذين يعتقدون أنه من أسباب فشل الحكومات هو إطلاع الرأي العام على المشاورات، والعثماني يعتقد أن الكشف عن كواليس تشكيل الحكومة قد يكون أحد أسباب الفشل".
وتساءل الشرقاوي "أين المشكل؟ وهل يتعلق بـ"بلوكاج" سياسي"؟ مسترسلا :"الاستقبال الملكي يبرز أن هناك شيئا ما قد يكون، سيناريو "بلوكاج" أو يكون البطئ في تشكيل الحكومة" .
وكان الملك محمد السادس قد طلب من رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في خطاب عيد العرش الماضي أن يقترح عليه شخصيات "لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية الحكومية والإدارية بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق".