في شمال غرب إسبانيا وغربها، تحولت الغابات إلى جبهات حرب مفتوحة ضد النيران، حيث تواجه السلطات كارثة بيئية غير مسبوقة منذ بداية العام.
فعلى امتداد أكثر من 343 ألف هكتار، ابتلعت الحرائق أراضي خضراء واسعة، فيما يترقب آلاف السكان أوامر الإجلاء مع اقتراب اللهيب من بيوتهم.
السماء فوق بحيرة سانابريا لم تعد زرقاء، بل تخترقها طائرات ومروحيات تسابق الزمن لجلب المياه ورشها على بؤر مشتعلة، بينما يحاول مربو الماشية إنقاذ قطعانهم من الموت المحقق. وفي بلدات مثل بينافينتي، صار الدخان كثيفاً إلى حد أن الشمس لا تُرى حتى منتصف النهار، والهواء بات خانقاً، يحمل رائحة الرماد والنار.
الأرقام تكشف هول المأساة: 2025 تجاوزت حتى الآن كل التوقعات، إذ سجلت إسبانيا رقماً قياسياً في المساحات المحترقة، متخطية حصيلة 2022 التي كانت الأسوأ في تاريخها الحديث. أما على الصعيد الأوروبي، فالبرتغال لا تزال شاهدة على أكبر كارثة حريق في 2017 حين التهمت النيران 563 ألف هكتار وخلفت أكثر من مئة قتيل.
ورغم بعض الانفراج مع انحسار موجة الحر التي رفعت الحرارة إلى 45 درجة مئوية في بعض المناطق، يبقى الوضع “معقداً جداً”، على حد تعبير وزيرة الدفاع الإسبانية، وسط حرائق وصفت بأنها يمكن رؤيتها حتى من الفضاء، ما يعكس حجم الخطر.
المأساة لم تتوقف عند الخسائر الطبيعية، بل حصدت الأرواح أيضاً، آخرها وفاة عناصر إطفاء في إسبانيا والبرتغال، لتتضاعف المأساة بين الطبيعة والإنسان.