عبد الطيف الجواهري: حارس استقرار الاقتصاد الوطني في زمن الأزمات

 

لا يكاد يمر خبر مالي أو تقرير، دون أن يتبادر إلى الذهن اسم عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، خاصة عندما يتعلق الامر بالأزمات والمخاطر وعند المخاطر تظهر الحنكة وليس في الرخاء.

ارتباطا بهذا الموضوع دعا والي بنك المغرب مؤخرا البنوك إلى إنشاء لجان داخلية لتدبير المخاطر.

وفق منشور لبنك المغرب فهذه اللجان سوف تقدم الاستشارة فيما يتعلق باستراتيجية تدبير ورقابة المخاطر التي قد تتعرض لها البنوك، بما في ذلك مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

كما ستقوم هذه اللجان بفحص سياسات المخاطر ونظام تقبل المخاطر لمؤسسة الائتمان، وتقييم جودة نظام قياس المخاطر والتحكم فيها ورقابتها.

ويُعد هذا القرار خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار المالي في المغرب.

استطاع عبد اللطيف الجواهري أن يخرج من الصدمات الاقتصادية التي رافقت الاقتصاد الوطني زمن كورونا وما بعدها بأقل الخسائر.

ففي تقريره الذي رفعه للملك السنة الماضية، أكد الجواهري أن الاقتصاد المغربي واجه تحديات كبيرة في 2022، حيث التضخم ارتفع إلى 6,6%، وهو أعلى مستوى منذ 1992.

هذا الرقم قابله بنك المغرب برفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 2,5% للحد من التضخم.

واقترح الجواهري لعبور أزمة التضخم أن يتم تعزيز مرونة الاقتصاد الوطني لمواجهة التحديات المستقبلية.

وكذا تثمين الرأسمال البشري وتحديث القطاع العمومي ضروريان للنمو والتشغيل، إضافة إلى ترشيد الموارد العمومية

وأثبت المغرب متانته بفضل استراتيجية تنويع الاقتصاد والإصلاحات.

على هامش اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد بمدينة مراكش نال والي بنك المغرب، في 14 أكتوبر 2023 ، جائزة أفضل محافظي البنوك المركزية في العالم من مجلة "غلوبال فاينانس".

حصل الجواهري على درجة "أ-"، وهي أعلى درجة، في تصنيف المجلة لأداء محافظي البنوك المركزية في العالم.

يُعدّ بنك المغرب البنك المركزي الوحيد في العالم العربي المدرج ضمن هذا التصنيف.

يأخذ التصنيف بعين الاعتبار الأداء في التحكم في التضخم، وتحقيق النمو الاقتصادي، والاستقرار النقدي، وتدبير نسب الفائدة.

تُعدّ هذه الجائزة اعترافًا دوليًا بأداء الجواهري المتميز في قيادة بنك المغرب.

الجواهري من مواليد مدينة فاس سنة 1939.

في تصريح إعلامي وعلى علاقة بموضوع التعويم قال إن ’’ أهل مكة أدرى بشعابها’’ رغم إصرار صندوق النقد الدولي على هذه الخطوة.

يجيب الصحافة ويترأس اجتماعات البنك المركزي ويشرف على التقارير الفصلية لمجلس إدارة البنك، إضافة إلى حضوره للتظاهرات المالية الدولية.

رجل بهذا النشاط المهني في هذا العمر يستحق أن يكون عن جدارة ضمن خانة الطوب على بلبريس.

 

شغل الجواهري منصب المدير العام لـ"الصندوق المهني المغربي للتقاعد" بين 2002 و2003، و"البنك المغربي للتجارة الخارجية في إفريقيا"، ورئيس "المجموعة المهنية لبنوك المغرب" بين 1986 و1995.

كما تقلد منصب وزير المالية بين 1981 و1986، والوزير المنتدب المكلّف بإصلاح المؤسسات العمومية لدى الوزير الأول عام 1978.

إنجازات السنوات الخمس الأخيرة

اختارته "مجلة ذا بانكر البريطانية" عام 2019 كأفضل بنكي مركزي في إفريقيا.

حصل والي بنك المغرب، على جائزة أفضل محافظ بنك مركزي بإفريقيا برسم 2024. تم منحه الجائزة تقديرا لدوره في جهود الإغاثة بعد الزلزال ونجاحه في مكافحة التضخم.

ساعد الجواهري في قيادة القطاع البنكي والاقتصاد في البلاد خلال فترة ولايته التي تميزت بنمو ملحوظ.

حافظ بنك المغرب على أسعار الفائدة في عام 2023، مما سمح بظهور تأثير رفع أسعار الفائدة على الاقتصاد.

تبرع بنك المغرب بمليار درهم لصندوق الإغاثة الرئيسي في البلاد لإعادة توطين ضحايا الزلزال.

أطلق بنك المغرب خدمة التحويل الفوري بين البنوك في يونيو الماضي.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.