مجلس المنافسة يحث على تحقيق إصلاحات عاجلة في سوق المحروقات واليماني: السيطرة للخمسة الكبار
كشف مجلس المنافسة في تقريره السنوي برسم 2022، عن السير التنافسي للأسـواق الوطنية وبنيـة الأسعار وهوامش الربـح المحققة من قبل الفاعلين في قطاع بيع المحروقات (الغـازوال والبنزيـن) فــي مضخة السوق الوطنية، والتي بلغت مستويات قياسية طيلة الأشهر الأولى من سنة 2022.
وأبرز تحليـل المجلـس، أن سـوق الغـازوال والبنزيـن تؤطرهـا بشـدة نصـوص تنظيميـة متجـاوزة، وتعتمـد كليـا علـى الـواردات مـن الخـارج، كمـا أبـان عـن نسـبة عاليـة مـن التركيـز تطبـع أسـواق التخزين والاستيراد، وعن نمو قوي مقرون بمستوى عال من التركيز سجلته شبكة التوزيع.
كمـا كشـف تحليـل المجلـس علـى وجـود علاقـة ترابطيـة قويـة بـن أسـعار برميـل النفـط الخـام وعـروض أسـعار المنتجـات المكـررة وأسـعار البيـع فــي السـوق الوطنيـة خـلال الفتـرة الممتـدة بـن 2018 و2019، فــي حين لوحـظ ضعـف مسـتوى الترابـط بـن أسـعار برميـل النفـط الخـام وعــروض أســعار المنتجــات المكــررة وأسـعار البيــع فـــي الســوق الوطنيــة خــلال ســنتي2020 و2021 والأشهر الأربعة الأولى من سنة 2022.
وسـجل المجلـس انعـكاس الزيـادات فــي عـروض الأسـعار علـى المسـتوى العالمـي بشـكل فـوري فـي حين تنعكس الانخفاضات بشكل متفاوت زمنيا.
ومكن التحليل من اسـتنتاج أن المنافسـة بالأسـعار فــي أسـواق الغازوال والبنزين شـبه منعدمة أو بالأحـرى أبطلـت. ومـن أجـل تحسـن سـير المنافسـة فــي أسـواق الغـازوال والبنزيـن وجعلهـا أكثــر انفتاحــا علــى منافســة حقيقيــة بواســطة الأســعار.
وأوصى المجلس باتخاذ عدة تدابير لإعادة النظر فـي الإطار ونمط ضبط أسواق الغازوال والبنزين؛ تتعلق بالتسريع من وتيرة تفعيل توصيات مجلس المنافسـة المتضمنة في رأيه بشأن تسـقيف هوامش ربح المحروقات السائلة الصادر سنة 2019؛ وإعـادة النظر فــي الإطار التنظيمي المؤطر للعلاقـات التعاقديـة بـن شـركات التوزيـع ومحطات الخدمة لخفض حواجز الدخول.
وأضافت توصيات المجلس بتشجيع الفاعلن فـي أسواق الغازوال والبنزين على استخدام أدوات تغطية المخاطر؛ دراسة جدوى مزاولة نشاط التكرير بالمغرب وتوسـيع نطـاق النظـام الجبائـي المطبـق حاليـا علـى القطاعـات المحميـة ليشـمل أسـواق توزيع المنتجات النفطية وسن ضريبة استثنائية على الأرباح المفرطة.
وارتأى المجلس ذاته اســتبعاد أيــة عــودة محتملــة للدعــم المباشــر لهــذه المــواد وإقــرار مســاعدات مباشــرة للمواطنن ومنح تخفيضات ضريبية ملائمة، والتسريع من وتيرة تنزيل استراتيجية الانتقال الطاقي.
وتعليقا على تحليل مجلس المنافسة، أوضح الحسين اليماني الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز، أن "الجميع يقر بانفصال سوق النفط الخام عن سوق المواد المكررة وأساسا الغازوال، حيث أن الفرق بين طن الغازوال والنفط الخام، انتقل من حوالي 100 دولار الى حوالي 300 دولار، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار المواد الصافية اكثر من ارتفاع أسعار برميل النفط، وهو ما يؤكد أهمية ودور تكرير البترول في تنزيل أسعار المحروقات".
وبخصوص التنافسية، قال اليماني في تصريح لموقع "بلبريس": إن السوق المغربية مغلقة بنيويا والمنافسة مبطلة من قبل الرواد الخمس المتحكمين في السوق، وهي السوق غير المؤهلة حتى الان للمنافسة وحرية الأسعار ، وقرار التحرير الأسعار كان قرارا خاطئا وكان هدية من حكومة بنكيران الى تجار البترول بالمغرب وعلى رأسهم شركة رئيس الحكومة الحالي.
وأكد اليماني أن "المطلوب اليوم من مجلس المنافسة، هو العمل على تغيير الواقع وليس شرح ودراسة الواقع، فالمغاربة يريدون مجلسا لضبط السوق وردع الممارسات المنافية لقانون المنافسة وحرية الأسعار ، وإلا فلم تعد هناك جدوى من إحداث المجلس وربما حان الوقت لمسح فصول تأسيسه من الدستور".
وجدد اليماني مطالبته باستئناف تكرير النفط بشركة سامير ، عبر كل الصيغ الممكنة، ومنها التفويت لحساب الدولة بالمقاصة مع الديون.