باتفاق مع شركة روسية.. المغرب يلجأ إلى اعتماد الطاقة النووية لتحلية مياه البحر ومواجهة ندرة المياه بسبب التغيرات المناخية

في إطار مواجهة التحديات المتزايدة التي تفرضها التغيرات المناخية على مختلف أنحاء العالم، يلجأ عدد من الدول، بما في ذلك المغرب، إلى اتخاذ خيارات جديدة لضمان الأمن المائي. حيث تعتبر المملكة المغربية الطاقة النووية خيارًا مستدامًا لتحلية مياه البحر، ويُنظر إليها على أنها محرك جديد للتنمية والنمو على المدى الطويل، وذلك وفقًا لورقة بحثية نشرها مؤخرًا معهد الشرق الأوسط.
وتفيد الورقة البحثية بأن المغرب قام مؤخرًا بتوقيع اتفاقية مع شركة روسية تابعة لشركة “روساتوم” الروسية للطاقة النووية، خلال قمة روسية إفريقية عُقدت في سانت بطرسبرغ. هذه الاتفاقية تهدف إلى تطوير محطات تحلية المياه باستخدام تكنولوجيا النووية، بهدف توفير المياه العذبة للاستخدام في الزراعة والصناعة والاستهلاك البشري.

تأتي هذه الخطوة في سياق التحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تعاني من ندرة المياه بسبب التغيرات المناخية المتسارعة. تُظهر المعطيات أن الإنتاج الزراعي في تلك المنطقة يستهلك نسبة كبيرة من إمدادات المياه، وهذا يؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي في المنطقة.

وتركز الشركة المغربية لحلول المياه والطاقة على تطوير محطات تحلية المياه المتنقلة باستخدام الطاقة النووية. تهدف هذه المحطات إلى توفير المياه العذبة عند الطلب في المواقع التي تعاني من نقص المياه. تأتي هذه الخطوة ضمن خطة المملكة لتحلية مليار متر مكعب من المياه سنويًا، بهدف تلبية نصف احتياجات السكان من المياه الصالحة للشرب عبر عمليات التحلية.

تُظهر البحوث الجيولوجية أن صخور الفوسفات في المغرب تحتوي على احتياطيات كبيرة من خام اليورانيوم، وهذا المورد يعتبر أحد أكبر احتياطياته في العالم. يمكن استخراج اليورانيوم من الفوسفات واستخدامه في محطات الطاقة النووية.

من الجدير بالذكر أن المغرب قام بتوقيع اتفاقيات مع شركات دولية لتطوير محطات تحلية المياه باستخدام الطاقة النووية، وهو ما يعكس استراتيجية المملكة لمواجهة التحديات المائية والتغيرات المناخية. علاوة على ذلك، تستكشف المغرب فرصًا أخرى في تطوير تقنيات تحلية المياه واستخدام الطاقة النووية لضمان الأمن المائي وتوفير إمدادات مستدامة للمياه في مواجهة التحديات البيئية المتنوعة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *