في سياق إقليمي يتسم بتصاعد التوترات حول الحدود الشرقية للمملكة، انطلقت في منطقة الرشيدية جنوب شرق المغرب، مناورات عسكرية مشتركة بين القوات المسلحة الملكية المغربية والجيش الفرنسي، تحت اسم “شرقي 2025”، وهي المناورات التي أثارت حفيظة الجزائر واستدعت، في وقت سابق، بشأنها سفير باريس لديها.
وبحسب ما أعلنته السفارة الفرنسية بالمغرب على صفحتها الرسمية بموقع “فايسبوك”، فإن هذه التدريبات تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق العملياتي بين الجيشين المغربي والفرنسي، وتوطيد الشراكة الاستراتيجية في مجالي الأمن والدفاع، من خلال تمارين ميدانية في بيئة صحراوية صعبة تتطلب قدرات تكتيكية عالية.
وتركز المناورة على تطوير قدرة القوات على تنفيذ عمليات مشتركة بسلاسة في سيناريوهات متعددة، تشمل مختلف الفروع العسكرية من برية وجوية وفضائية، بما يرفع من مستوى الجاهزية والاستجابة الميدانية، في إطار التنسيق العسكري المتواصل بين الرباط وباريس وتبادل الخبرات والتقنيات.
وتجري هذه المناورات في إقليم مغربي مجاور للحدود مع الجزائر، ما دفع الأخيرة إلى استدعاء السفير الفرنسي بالجزائر، ستيفان روماتي، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية.
وأوضح البيان أن الأمين العام للوزارة، لوناس مقرمان، استقبل السفير الفرنسي ولفت نظره إلى ما وصفه بـ“خطورة المشروع العسكري” المنفذ بالقرب من الحدود الجزائرية، محذرًا من أن هذه الخطوة قد تُسهم في “تصعيد التوتر” بين الجزائر من جهة، والمغرب وفرنسا من جهة أخرى.
وطالبت الخارجية الجزائرية من الدبلوماسي الفرنسي تقديم التوضيحات اللازمة، ونقل موقف الجزائر الرسمي إلى السلطات الفرنسية، مع تأكيدها على رغبتها في الحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسي مفتوحة رغم حساسية الظرف.