في خطوة اعتبرها العديد من المتتبعين أكثر من مجرد إجراء تنظيمي عابر، صادقت القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، على قرار حل الأمانة الإقليمية للحزب بوجدة، في تطور يُوصف بأنه إعلان رسمي عن نهاية مرحلة “بعيوي وفريقه” بالجهة الشرقية.
وجاء تفعيل هذا القرار بعد أكثر من سنتين من التجاذبات والصراعات الداخلية التي عصفت بالبنية التنظيمية للحزب محلياً، وأفرغته من مقومات الفعل السياسي الفاعل، بالرغم من حضوره العددي اللافت داخل المجالس المنتخبة.
وأكدت مصادر مطلعة أن القرار لم يكن مفاجئاً، بل جاء تتويجاً لمسار طويل من التوتر والانقسام، دفع ثمنه الحزب على مستوى الأداء والمصداقية، حيث تحولت الأمانة الإقليمية إلى بؤرة توتر بدل أن تكون منصة لتأطير الفعل السياسي والتنظيمي.
ويرى مراقبون أن القيادة المركزية، من خلال هذا الحسم، تبعث برسائل قوية مفادها أن زمن الولاءات الشخصية والنفوذ غير المؤطر داخل الحزب قد انتهى، وأن المرحلة المقبلة ستُبنى على أسس الانضباط الحزبي والتجديد الهيكلي.
في المقابل، لم يُخف البعض قلقهم من أن يكون القرار مجرد محاولة لتصفية حسابات سياسية داخلية، خاصة مع اقتراب العد العكسي للاستحقاقات المقبلة، وهو ما سيعيد طرح السؤال حول مدى قدرة الحزب على إعادة ترميم صفوفه واستعادة موقعه في المشهد السياسي الجهوي.
وهكذا، يبدو أن “البام” في وجدة مقبل على مرحلة مفصلية، قد تحمل في طياتها ولادة جديدة، أو استمراراً لدوامة التوتر إن لم تُحسن القيادة التقاط اللحظة وتوجيهها نحو إعادة بناء الثقة والشرعية التنظيمية.