شقير يبرز أبعاد دعم أمريكا للاستثمارات في الصحراء

تتجه أنظار العالم نحو الصحراء المغربية، حيث تتكثف الاستثمارات المغربية وتتزايد مؤشرات الدعم الدولي لموقف الرباط.

ففي خطوة تعكس التوجه الأمريكي المتنامي، أعلن نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، دعم واشنطن للاستثمارات في الإقليم، مؤكداً أن الشركات الأمريكية ستلقى التشجيع للاستثمار والعمل في كافة أنحاء المغرب، بما في ذلك الصحراء’’. بحسب ما أفادت وكالة رويترز.

هذا التصريح، الذي جاء عقب مباحثات مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للإقليم في الأجندة الاقتصادية والجيوسياسية للولايات المتحدة.

ويرتبط المغرب باتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، وقد سبق لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن فرضت على البلاد أدنى معدل بين الرسوم الجمركية “المضادة” والذي يبلغ عشرة بالمئة، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وتأتي هذه التطورات في سياق تشهد فيه الصحراء طفرة في الاستثمارات المغربية، التي تشمل مشاريع طرق وطاقة متجددة وتعدين الفوسفات، بالإضافة إلى ميناء ضخم بقيمة مليار دولار. هذه المشاريع الطموحة تهدف إلى تحويل الإقليم إلى مركز اقتصادي فاعل.

ولم يأتِ الدعم الأمريكي من فراغ، فقد سبق للرئيس ترامب أن أكد في يوليو الماضي دعمه لسيادة المغرب على الصحراء، واصفاً خطة الحكم الذاتي المغربية بأنها الحل الوحيد للنزاع.

هذا الموقف لم يكن معزولاً، فقد اتخذت فرنسا خطوة مماثلة بالاعتراف بسيادة الرباط على الإقليم وتشجيع الاستثمارات فيه.

وفي يونيو، انضمت المملكة المتحدة كعضو ثالث في مجلس الأمن يدعم الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل للنزاع، مما يعزز الموقف المغربي على الساحة الدولية.

وفي سياق هذه التطورات، يرى الخبير المغربي محمد شقير أن تصريح نائب الخارجية الأمريكي في هذا التوقيت يعكس توجهاً أمريكياً لتشجيع الشركات الأمريكية على الاستثمار في المناطق الجنوبية.

ويشير شقير في حديثه مع بلبريس، إلى أن هذه المناطق تشهد مجموعة من الأوراش، وعلى رأسها إنجاز ميناء الداخلة، الذي يتوقع أن يخلق حركة تجارية واسعة في القارة الأفريقية، خاصة دول أفريقيا الأطلسية.

ويوضح شقير أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لا يقوم على اعتبارات سياسية وجيوستراتيجية فحسب، بل هو في عمقه مرتبط باستراتيجية أمريكية لتقوية نفوذها الاقتصادي في أفريقيا، في منافسة واضحة مع التواجد الصيني المتزايد في القارة.

وتنظر الولايات المتحدة إلى المناطق الصحراوية كمنصة اقتصادية وتجارية لتموقع الشركات الأمريكية اقتصادياً في القارة الأفريقية، التي أصبحت منطقة تجاذب سياسي واقتصادي بين القوى الدولية الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى قوى إقليمية كتركيا والإمارات.

ويختتم شقير تحليله بالتأكيد على أن هذا الدعم سيعزز بلا شك من موقف الولايات المتحدة المؤيد للمغرب، وهو ما انعكس مؤخراً من خلال تأكيد مستشار الرئيس ترامب، بولس، في لقائه الثاني مع المبعوث الشخصي للأمين العام، دي ميستورا، على مركزية المبادرة المغربية كحل وحيد لأي تسوية لملف الصحراء.

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *