يكشف تقرير أمريكي منشور على منصة Townhall أن جبهة البوليساريو تحولت إلى أحدث أداة بيد إيران داخل ما يسمى بـ”محور المقاومة”، موضحا أن مقاتلين من الجبهة تلقوا تدريبات من طرف الحرس الثوري الإيراني وشاركوا في القتال إلى جانب ميليشيات بشار الأسد في سوريا، قبل أن ينتهي بهم المطاف معتقلين لدى النظام الجديد بقيادة أحمد الشراع، الذي أمر كذلك بإغلاق مكتب البوليساريو في دمشق بعدما ظل مفتوحاً طيلة سنوات الحرب الأهلية.
ويفيد التقرير أن هذا المعطى يعكس انخراط البوليساريو في شبكة إقليمية عابرة للحدود تُستعمل كأداة في صراع إيديولوجي وعسكري لا علاقة له بنزاع الصحراء، ويبين أن التحالف بين تنظيم ذي خلفية ماركسية وسنية من جهة، ونظام ثيوقراطي شيعي من جهة أخرى، لا يقوم على قواسم مشتركة عقائدية، وإنما على مصلحة ظرفية قوامها العداء للمغرب وللغرب وإسرائيل.
ويؤكد التقرير أن إيران تستغل هذا التحالف من أجل توسيع دائرة نفوذها، فيما يجد البوليساريو في المقابل دعماً مادياً ودعائياً يعيد تقديمه في صورة حركة “تحررية”، ويضيف أن هذه العلاقة تُظهر كيف يتم تحويل قضايا محلية إلى أدوات في أجندات جيوسياسية أوسع على حساب استقرار المنطقة وأمنها.
ويشير التقرير أيضاً إلى أن جزءاً من اليسار الغربي يوفر غطاء دعائياً للبوليساريو تحت شعار “العدالة الاجتماعية” و”الالتقاطعية”، حيث تُدمج قضيته الانفصالية مع ملفات أخرى مثل فلسطين والمناخ وحقوق السكان الأصليين، كما ويؤكد أن طهران تستغل هذا الخطاب لإيجاد مناصرين غربيين يرفعون شعاراتها دون إدراك لطبيعتها التوسعية، مما يحول ناشطين بيئيين وبرلمانيين إلى أدوات تأثير غير مباشرة في خدمة المشروع الإيراني.
ويحذر التقرير في الختام من خطورة الرومانسية الثورية التي تدفع بعض الأصوات الغربية إلى تبني قضايا انفصالية أو تبرير تحالفات مع أنظمة استبدادية، مذكراً بأن هذه الظاهرة تعيد إنتاج أخطاء الحرب الباردة، حين تحولت حركات مسلحة إلى أدوات لحسابات دولية، وكانت النتيجة دفع شعوب بكاملها ثمن مغامرات أيديولوجية باسم “التحرر”.