الريسوني: “جمهورية البوليساريو” وُوريت الثرى يوم 31 أكتوبر 2025

علق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا، الداعية أحمد الريسوني، على التطورات الأاخيرة التي شهدها ملف الصحراء، رابطا ما جرى من دعوة لانفصال الصحراء مع مغربيها بعدد من الحركات الانفصالية بالعالم العربي.

وقال الريسوني، في مقال نشره على صفحته على فيسبوك، اطلعت عليه بلبريس، عنونه بـ”الحركات الانفصالية من جمهورية الرمال إلى جمهورية الجبال”، إنه “بتاريخ 27 فبراير 1976، أعلنت الجزائر وجبهة البوليساريو عن ميلاد ما سموه (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية)، لكن وجود هذه الجمهورية ظل محصورا في الأوراق والأبواق؛ ثم بدأت هذه “الجمهورية” تنمحي وتختفي حتى من الأوراق والأبواق، إلى أو ووريت الثرى بنيويورك، يوم 31 أكتوبر المنصرم”.

بالمقابل، يورد الريسوني،  “أعلنت الجماعة الانفصالية الجزائرية المسماة “الحركة من أجل تقرير مصير القبائل” (ماك MAK)، أن يوم الأحد 14 ديسمبر 2025 هو اليوم الذي سيحتفلون فيه بإعلانهم استقلالَ دولتهم المسماة – حتى إشعار آخر – بـ(جمهورية بلاد القبائل)”.

وتابع أن “مؤسس هذه الحركة، و”رئيس حكومتها في المنفى”، المغني المدعو فرحات مهني، يعرف جيدا أن مشروعه الانفصالي عديم الشرعية، عديم الشعبية، ولكنه يعتقد أن سوق السياسة، وبورصة السياسة، تقبلان التداول والبيع والشراء، في كل العملات والبضائع، حتى لو كانت مزيفة، أو مهربة، أو مغشوشة، أو مسروقة، أو مغتصبة، أو منتهية الصلاحية، وأنها قد تأتي بفرصة رابحة، لم تكن تخطر على بال.. ومن يدري؛ فقد تجري الرياح بما يشتهي السَّفِنُ؟!”

وأضاف أن ” مهني يعول – أولا – على الدعم الفرنسي، الذي منحه الجنسية والجواز الفرنسيين، ومنحه الإقامة والضيافة له ولحكومته، ويمنحه قاعدة آمنة للتحرك والتواصل والدعاية. ومن قلب باريس سيعلن بعد شهر عن قيام “جمهورية بلاد القبائل المستقلة”. وبعد ذلك سينتظر الفرص المواتية لمزيد من الدعم الفرنسي أو غيره. ففي عالم السياسة: كل شيء ممكن”.

وأشار إلى أن “مهني يعول ثانيا على “إسرائيل”، التي تقدم وتبيع كل الخدمات القذرة، التي يريدها الغرب ولا يستطيع نسبتها إلى نفسه بشكل رسمي ومكشوف، كما صرح بذلك المستشار الألماني فريدريخ ميرتس (في يونيو الماضي)”.

وأضح أنه “في هذا السياق، سبق لفرحات مهني أن شد رحاله وتوجه إلى إسرائيل التي لا تعرف قانونا ولا خُلقا، ولا عهدا ولا وعدا،  فقد قام سنة 2012 بزيارة “تاريخية” إلى دولة الإجرام والإرهاب، والتقى بمسؤولين إسرائيليين، سياسيين وأمنيين، ومن هناك أعلن عن دعمه وتضامنه مع إسرائيل، وقارنها بـ”جمهورية االقبائل”، حيث قال: «نحن في بيئة معادية، كلا البلدين يشتركان في نفس الطريق، ولكن إسرائيل موجودة بالفعل. وهذا هو الفارق الوحيد». كما وعد بفتح سفارة إسرائيلية في جمهوريته بعد استقلالها”، بحسب تعبيره.

واسترسل أنه “معلوم أن إسرائيل تحشر أنفها وأصابعها القذرة في جميع المشاريع الانفصالية والتجزيئية في العالم الإسلامي.. وهي مشاريع قابلة للتحريك والتفجير في الوقت المناسب، في أي بلد عربي أو إسلامي”، على حد توصيف.

“فمن مشروع الجمهورية الصحراوية (جمهورية الرمال)، إلى مشروع الجمهورية القبائلية (جمهورية الجبال)، إلى مشكلة البيضان والسودان في موريتانيا، إلى المشروع الانفصالي بإقليم كازامانس، جنوب السنغال، إلى إمارة الجنرال حفتر آل نهيان في شرق ليبيا، إلى “شعب أزواد” شمال مالي” بورد الريسوني “مرورا بالسودان، واليمن، وسوريا.. إلى غيرها من المشاريع التخريبية التي توجد إسرائيل دوما في تلابيبها”.

وأضاف أن “فرحات مهني قد وجه دعوة لعدد من رموز الكيان الصهيوني الإجرامي، لـ”تشريفه” بحضورهم في حفل الإعلان عن استقلال جمهورية القبائل في باريس.. (رفقته نموذج منها)”.

وأشار إلى أن “انفصاليي الجزائر قد كانوا يعولون على الدعم المغربي لهم، وعلى أن يكون المغرب أول داعم ومعترف بحكومتهم وجمهوريتهم، باعتبار أن الجزائر هي الداعم الأول، والمعترف الأول، بالجمهورية الصحراوية، وأن عدوَّ العدو صديق.. ولكن من الواضح أن المغرب لا يريد الوقوع في الزلة التي وقع فيها حكام الجزائر”.

وشدد على أنه “يجب على جميع الإسلاميين، وجميع القوميين، وجميع الوطنيين، أن يقفوا – بدون أدنى تردد أو تأخر – في وجه الأفكار والمشاريع والنزعات الانفصالية والتجزيئية، في أي قطر من الأقطار العربية والإسلامية، وألا يترددوا أو يتماطلوا في الإدانة والمواجهة لكل من يؤيدها أو يدعمها، منبها إلى أن هذه إنما هي وصية الله تعالى مستدلا بالآية 103  من سورة “آل عمران”: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *