حقق المغرب قفزة نوعية في سوق التوت الأزرق العالمية، منتقلاً من المرتبة السابعة سنة 2023 إلى المرتبة الرابعة في 2024، بحصة بلغت 8% من السوق الدولية، وفق بيانات منصة Agrapia.pe.
هذا الإنجاز يضع المملكة ضمن أكبر خمسة مصدرين على مستوى العالم، رغم الأزمة المائية الحادة التي تعيشها منذ أكثر من ست سنوات.
وسجّل إجمالي صادرات التوت الأزرق عالمياً نحو مليون طن، بعائدات بلغت 6,733 مليون دولار أمريكي، حيث حافظت بيرو على الصدارة بحصة 31%، تلتها تشيلي وإسبانيا، بينما تقاسم المغرب المرتبة الرابعة مع إسبانيا، متقدماً على الولايات المتحدة التي بلغت حصتها 7%.
وعرفت صادرات المغرب من هذه الفاكهة نمواً غير مسبوق بين 2009 و2024، إذ ارتفعت من 636 طناً فقط إلى 83 ألف طن، بمعدل نمو سنوي متوسط بلغ 43%، وهو من بين أعلى المعدلات المسجلة عالمياً.
وعزت المنصة هذا الصعود إلى مزيج من العوامل، أبرزها الظروف المناخية المثالية التي تجمع بين شتاء معتدل وصيف حار وجاف، ما يسمح بإنتاج عدة مواسم حصاد سنوياً مع الحفاظ على جودة عالية في النكهة والقوام.
كما استفاد المغرب من موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يتيح القرب من الأسواق الأوروبية الكبرى وتقليص أوقات الشحن، بما يضمن وصول الفاكهة طازجة، فضلاً عن اعتماد أساليب زراعية حديثة، ومعايير جودة صارمة، واستثمارات متواصلة ورؤية استراتيجية جعلت من زراعة التوت الأزرق، منذ التسعينيات، صناعة منظمة موجهة للتصدير.
ويتوقع أن يواصل المغرب مساره التصاعدي في هذا القطاع، بفضل التوسع في مناطق إنتاج جديدة مثل الداخلة ومناطق بالأطلس، ما يتيح تمديد موسم الحصاد وتلبية الطلب في الأسواق الأوروبية، إضافة إلى التوجه نحو أسواق آسيا والشرق الأوسط.
ومع استمرار الاستثمار في الابتكار الزراعي وتحسين سلاسل التوريد، يبدو أن المغرب في طريقه لترسيخ مكانته كأحد أبرز المنافسين عالمياً على صدارة سوق التوت الأزرق.