“صفقة النخيل” تثير جدلا بالرباط

تشهد كواليس مجلس مدينة الرباط حالة من الترقب والحذر، وسط ما راج عن تحركات رئاسة المجلس والأغلبية المساندة لها للدفع نحو صفقة جديدة تهم زراعة النخيل بعدد من الشوارع الرئيسية للعاصمة. فرق المعارضة داخل المجلس عبّرت عن استعدادها للتصدي لأي خطوة من هذا النوع، معتبرة أن غرس النخيل لا يخدم البيئة الحضرية، بل يفاقم التحديات المناخية في المدينة، مقارنة بأنواع الأشجار التي تلعب دوراً بيئياً محورياً في تلطيف الأجواء وتحفيز الغطاء النباتي وزيادة فرص التساقطات المطرية.

وفيما لا تزال تفاصيل المشروع المرتقب غامضة، بدأ الجدل يتسع خارج أسوار المجلس، حيث عبّر عدد كبير من المواطنين والمقيمين الأجانب عن استيائهم من عمليات تقليم مكثفة للأشجار شهدتها الرباط في الأيام الأخيرة، في توقيت وُصف بغير المناسب، تزامناً مع ذروة العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة. فقد تم اقتلاع أو تقليص فروع وأوراق عشرات الأشجار، التي كانت تشكل حزامًا طبيعيًا يقي المارة من لهيب الشمس.

هذه التحركات، التي افتقرت إلى تواصل رسمي يوضح أهدافها أو خلفياتها، طرحت تساؤلات عديدة حول الجهة المستفيدة، ومدى أخذ السلطات بعين الاعتبار الأبعاد البيئية والمجتمعية لهذه القرارات. كما أعاد النقاش حول أهمية تبني سياسة بيئية حضرية متوازنة، تراعي خصوصية المدينة وسكانها، بدل اللجوء إلى حلول تجميلية قد تكون على حساب صحة المناخ وسلامة المواطن.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *