من واد تزارين إلى تغبالت.. انجراف التربة يعصف بأمل الفلاحين في زاكورة
تشهد عدد من المناطق الفلاحية التابعة لإقليم زاكورة، خصوصًا على مستوى واد تزارين وواد تغبالت، تدهورًا بيئيًا متصاعدًا بفعل انجراف التربة الناتج عن الفيضانات والعوامل الطبيعية، ما أدى إلى تآكل مساحات زراعية واسعة وأثار مخاوف حقيقية بشأن مستقبل النشاط الفلاحي في هذه الأقاليم القروية.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، وجّه نواب برلمانيون مراسلة كتابية إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، دعوا فيها إلى إطلاق تدخلات استعجالية وبلورة خطة عملية لحماية الأراضي المتضررة، وطالب البرلمانيون بإنشاء حواجز وقائية وتهيئة البنيات الترابية بشكل يُسهم في الحد من تفاقم الظاهرة وصيانة ما تبقى من التربة الخصبة.
واعتبر أصحاب المراسلة أن التعرية التي تطال المنطقة لم تعد موسمية فقط، بل تحولت إلى خطر سنوي دائم، يغذّيه التغير المناخي والتقلبات الجوية الحادة، مما يُنذر بتقليص الرقعة الزراعية وتهديد الأمن الغذائي المحلي، لا سيما وأن الفلاحة تُعد المصدر الأساسي لعيش آلاف الأسر القروية.
كما شدد النواب على ضرورة إدراج المناطق المتضررة ضمن الاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى حماية التربة والحفاظ على الموارد المائية، داعين إلى تعبئة ميزانيات استثنائية لدعم جهود التهيئة البيئية وتثبيت الأراضي المعرضة للانجراف.
ويأتي هذا النداء البرلماني في سياق وطني يزداد فيه الضغط على النظم البيئية بسبب التغيرات المناخية، حيث لم تعد الحلول الترقيعية كافية، بل بات الأمر يتطلب مقاربة تنموية شمولية تراعي الخصوصيات الجغرافية، وتضمن استمرار النشاط الفلاحي دون التضحية بالتوازنات الطبيعية أو مصالح السكان المحليين.