صراعٌ حاد حول رئاسة مجلس أصيلة بعد وفاة محمد بنعيسى

يشهد منتدى أصيلة حالة من التوتر والصراع السياسي بعد وفاة رئيس مجلس أصيلة الراحل محمد بنعيسى، حيث يعكف الأعضاء على اختيار خليفته في هذا المنصب الذي ظل يشغله بنعيسى لعقود. في وقتٍ كان فيه الجميع يعرب عن دعمهم للخليفة الأول، الذي تولى دور رئيس المجلس بعد رحيل بنعيسى، إلا أن الأمور اتخذت منحى آخر بظهور الخليفة الثاني، الذي يصفه البعض بأنه يقود "انقلابًا ناعما" على التشكيلة الحالية للمكتب.

وفي هذا الصراع المحتدم، استطاع الخليفة الثاني أن يحشد تأييدًا كبيرًا داخل المنتدى، إذ نجح في جمع أغلبية مريحة تدعمه، مما جعله في مصاف أبرز المترشحين للفوز برئاسة المجلس. التوتر بين الأعضاء ألقى بظلاله على المشهد السياسي المحلي في أصيلة، حيث يبدو أن كل طرف يسعى للاستحواذ على السلطة بشكل أو بآخر، في محاولة لتأكيد قوته في القرار.

وتحولت مهمة باشا المدينة إلى دور "الإطفائي"، حيث يحاول تهدئة الأوضاع بين الأطراف المتنازعة، مع احترامه الكامل لروح الراحل محمد بنعيسى. هذا الصراع بين الأعضاء أثار اهتمام العديد من المراقبين، الذين يرون فيه فصلاً جديدًا في الحياة السياسية بمدينة أصيلة.

من جهة أخرى، وعلى المستوى الوطني، يتم تحديد التغييرات السياسية في مجلس المستشارين، حيث تم الإعلان عن تعيين فاطمة السعدي، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب "الأصالة والمعاصرة" (البام)، لتخلف الراحل محمد بنعيسى في هذا المنصب. ويُذكر أن السعدي كانت قد تبوأت المرتبة الثانية في اللائحة الانتخابية التي قادت بنعيسى إلى مجلس المستشارين، ما يجعلها الوريثة الشرعية له في هذا المجلس، رغم الحصاد المحدود من الأصوات التي حصلت عليها في مدينة الحسيمة.

المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في رسم معالم القيادة الجديدة لمجلس أصيلة، وسط تساؤلات حول مدى قدرة الأطراف المتنافسة على تجاوز الخلافات وتحقيق التوافق، خاصة في ظل الدعم الواسع الذي يحظى به الخليفة الثاني وحجم التحولات السياسية التي تشهدها المدينة.