شهدت الساحة السياسية المغربية خلال شهر يناير تحولات ملحوظة في الخطاب السياسي لقادة الأغلبية الحكومية، حيث بدأت تظهر مؤشرات على تغيرات في المواقف تزامناً مع اقتراب الانتخابات المقبلة المعروفة إعلامياً بـ"حكومة المونديال".
وكانت بلبريس سباقة للحديث عن هذه التحولات كمؤشرات لتصدع محتمل وأزمة خطاب، إلا أن مصادر موثوقة أكدت لبلبريس أن التحالف الحكومي لا يزال متماسكاً ومنسجماً.
بداية الأزمة
تجسدت هذه التحولات في سلسلة من التصريحات المتباينة لقيادات الأحزاب الثلاثة المشكلة للأغلبية: التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة والمعاصرة، وحزب الاستقلال.
وقد برز هذا التحول جلياً خلال جلسة المساءلة الشفوية بمجلس النواب، عندما فاجأ حزب الأصالة والمعاصرة المراقبين بتوجيه انتقادات حادة لوزير التربية الوطنية سعد برادة، المنتمي لحزب الأحرار، في موقف فسره المراقبون كمحاولة للتمايز عن الحكومة استباقاً للاستحقاقات الانتخابية القادمة.
وفي السياق نفسه، عبر نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، خلال إحياء ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، عن قلقه المتزايد إزاء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على معاناة الشباب والطبقة المتوسطة.
كما جاء تصريح الوزيرة الاستقلالية نعيمة بنيحيى عن طموح حزبها في تصدر انتخابات 2026، وهو ما كان قد سبق وأدلى به القيادي في حزب الحمامة راشيد الطالبي العلمي.
التحالف بخير!
وفقاً لمعلومات حصلت عليها بلبريس، أكدت مصادر مطلعة أن التحالف الحكومي بخير وأنه لا يزال منسجماً ومتماسكاً وملتزماً بمضامين ميثاق الشرف الموقع بين مكوناته، خلافاً لما يتم تداوله.
في سياق متصل وفي خطوة لاحتواء الأزمة التواصلية، عقد رئيس الحكومة عزيز أخنوش اجتماعاً طارئاً يوم الأربعاء 29 يناير جمعه بالأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة والمنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري.
وكشفت المصادر أن الاجتماع هدف إلى معالجة الأزمة الخطابية التي تفاقمت منتصف يناير بسبب سوء تدبير بعض الملفات وردود الأفعال الانفعالية على تصريحات بعض قادة الائتلاف الحكومي.
وأكدت أن الاجتماع ركز على ضرورة استكمال مسار الولاية الحكومية وتنفيذ البرامج المتفق عليها، مع التشديد على أهمية المسؤولية الجماعية لكل وزير وتجنب الانشغال بالأخطاء الفردية.
وخلافاً للتصورات المتداولة، شددت المصادر على أن التحالف الحكومي لا يزال منسجماً ومتماسكاً وملتزماً بميثاق الشرف الموقع بين أطرافه لكن الأسابيع المقبلة كفيلة بدحض هذا الادعاء او تأكيده، وبان التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تنتظر المغرب تفرض المزيد من الانسجام والتماسك بين الاحزاب التي تقود الحكومة الحالية.