يعقد زعماء الأغلبية الحكومية، قريبا، اجتماعا طارئا، لإطفاء النيران الصديقة التي اشتعلت في صفوفها، زهي نيران انتخابية من خلال تهجم قادة على السياسة العمومية لبعض الوزراء، بينهم زعماء وقادة الصف الأول في بعض أحزاب الأغلبية، سواء في تجمعات خطابية، أو في بعض وسائل الإعلام، وأيضا في البرلمان وإن كانت هذه المؤسسة لها مميزات خاصة، وفق ما أكدته مصادر “الصباح”.
وأفادت المصادر أن الأغلبية دخلت في حرب انتخابية لترؤس حكومة المونديال في 2026، حتى قبل نهاية الولاية الحكومية الحالية الممتدة إلى خمس سنوات، ما أثار الكثير من اللغط في أروقة البرلمان، وفي الهياكل المسيرة للأحزاب ولدى بعض الأطر والمناضلين الذين حذروا من مغبة السقوط في المحظور بمنح هدايا لزعماء أحزاب المعارضة، باقتناص الفرص للإجهاز على الحكومة من داخل أغلبيتها، بإعادة نشر التصريحات المتنوعة التي تستهدف بعض القطاعات الحكومية.
واعتبرت المصادر أن “تسخين البندير الانتخابي”، على حد تعبير أحد الوزراء، في حديثه إلى “الصباح”، سابق لأوانه وضياع للوقت والجهد، لأن الأغلبية والحكومة معا مطلوب منهما الترافع عن الحصيلة التي وصفت بالإيجابية، التي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، على حد تعبير الوزير، بحكم أن الحكومة استطاعت تدبير الشأن العام بتحمل مالي كامل لتداعيات وباء كورونا، لدعم العشرات من القطاعات المتضررة كي لا تقع في الإفلاس، ومواجهة أضرار توالي سنوات الجفاف، والإجهاد المائي لقلة الأمطار، وارتفاع الأسعار في الأسواق الدولية، بتوفير جل الخضر والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء في الأسواق الوطنية، رغم ارتفاع أسعار بعضها.
كما أبقت الحكومة على ثمن استهلاك الكهرباء والماء، فيما جميع دول العالم قررت رفع الفاتورة على المواطنين، وتحمل تبعات وقوع كوارث مثل الزلزال، وفيضانات في بعض المناطق، فحافظت الحكومة مع ذلك على الأولويات في برنامجها الاجتماعي بتعميم التغطية الصحية، وتنزيل الدعم المالي المباشر للأسر المعوزة، وصرف تكاليف الحوار الاجتماعي، ما كلف أزيد من 100 مليار درهم، إضافة إلى رفع ميزانية قطاعي الصحة والتعليم بما يزيد عن 110 ملايير درهم، ورفع الأجور والتعويضات وتحسين وضع الفئات الاجتماعية الهشة، في انتظار حل مشكلة البطالة في صفوف الشباب التي وضع لها برنامج خاص بكلفة 14 مليار درهم، وتخصيص 340 مليار درهم لتجهيز البنيات التحتية لاستضافة كأس إفريقيا في 2025 وكأس العالم في 2030.
وسيناقش زعماء أحزاب الأغلبية، حسب المصادر نفسها، تجنب إعادة إنتاج سيناريو حرب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي السابق، على التجمع الوطني للأحرار في مشهد أثار الكثير من اللغط والاستغراب، والانكباب على إتمام باقي الأوراش المفتوحة والترافع عنها جماعة بتقديم حصيلة موحدة.
وترافع عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، رئيس الحكومة، عن أغلبيته، ودعا منتخبي حزبه في البرلمان، والمجالس الترابية والغرف المهنية، وفي كل التجمعات الخطابية إلى الدفاع عن حصيلة الحكومة مجتمعة.
عن يومية الصباح