بعد الرباط.. فضيحة الموظفين الأشباح تتفجر في البيضاء

كشف محـمد اجبيل، رئيس مجلس مقاطعة مولاي رشيد، في تصريحات أدلى بها نهاية الأسبوع الماضي، عن معطيات وصفت بالخطيرة تتعلق بوضعية الموارد البشرية بجماعات ومقاطعات البيضاء.

وقال الرئيس، المنتمي إلى الأصالة والمعاصرة، إن 400 موظف بالمقاطعة، من أصل 450، لا يؤدون عملهم، ويعتبرون في عداد الأشباح، كما كان عليه الوضع سابقا، حين كانت مولاي رشيد تتمتع بشخصية اعتبارية ويطلق عليها جماعة.

وأوضح اجبيل، على سبيل المقارنة، أن جماعة مولاي رشيد، قبل دخول البيضاء نظام وحدة المدينة في 2003، كانت تشغل 960 موظفا، يستنزفون 5 ملايير في شكل رواتب شهرية وتعويضات، أي بنسبة 80 في المائة من الميزانية التي كانت مرصودة في ذلك الوقت للمنطقة (حوالي 7 ملايير).

وأدلى اجبيل بمعطيات أخرى في هذا الصدد، من قبيل أن أغلب الموظفين الأشباح الذين كانوا يتقاضون رواتب غير مستحقة، يعانون، اليوم، أمراضا مزمنة، إذ لا يكفي الأجر للعلاج والأدوية، وختم بقوله “كاين الخلاص د الله، وناس ممصفيينش.. وصفي تشرب”.

وقال الرئيس إن الوضع لم يتغير في الوقت الحالي، إذ تقلص العدد إلى 450 موظفا، لكن 50 منهم من يشتغل ويمد يد الله، منوها بعدد منهم، خصوصا الذين ينكبون على معالجة الملفات ودراستها إلى ساعات متأخرة من الليل.

وأكد الرئيس، في التصريحات نفسها، أن موظفين في المقاطعة يرفضون الترشح لمناصب المسؤولية (رؤساء أقسام ومصالح)، مفضلين البقاء في منطقة الراحة، ما دفعه إلى مراسلة المديرية العامة للمصالح للتنبيه إلى ذلك، كما تم عرض عدد من الموظفين على مجالس تأديبية.

وحكى اجبيل كيف أن مدير مديرية بجماعة البيضاء اتصل به ذات يوم، وطلب منه تفريغ مهندس، فقال له الرئيس “أجي خوذهم بخمسة ما عندي ما ندير بهم”، قبل أن يردف “عندي مهندس أحمق، وآخر مريض، وهناك كفاءات من موظفين آخرين انحرفوا، نطلب الله لهم الهداية”، دون أن يوضح طبيعة هذا الانحراف.

وحرك رئيس مقاطعة مولاي رشيد، بطريقته، نقاشا مهما حول الموارد البشرية، إذ تعاني الجماعة واحدة من أقوى أزماتها الصامتة على الإطلاق، ولا أحد يجرؤ على النبش في هذا الملف، مخافة صعود “الثعابين” إلى السطح.

ويتحدث رؤساء مقاطعات آخرون، بصوت خافت، عن وضعية الموظفين، وعددهم، والعدد الحقيقي الذي يشتغل، والآخر الذين ينتمي إلى منظومة الأشباح، التي قد تصل إلى 75 في المائة.

ودقت نبيلة ارميلي، عمدة البيضاء، في آخر دورة عادية لمجلس المدينة، ناقوس الخطر، مؤكدا أن الجماعة ستشهد، في السنوات المقبلة، انقراضا وشيكا للموظفين، بسبب وصول الآلاف منهم إلى سن التقاعد، وتوقف عمليات التوظيف منذ 2003، باستثناءات قليلة.