نعى محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، خالد الناصري، القيادي في ذات الحزب، ووزير الاتصال والناطق باسم الحكومة الأسبق، وسفير المغرب بالأردن، الذي وافته المنية، مساء أمس الأربعاء، بإحدى المصحات في مدينة الرباط، بعد معاناة مع المرض.
وقال بنعبد الله، إن الناصري “المناضل السياسي والحقوقي التقدمي، ورجل الدولة الكبير، وإحدى القامات الوطنية البارزة، والمحامي، والخبير القانوني، والفقيه الدستوري، والوزير والسفير، والكاتب والإعلامي، والمثقف المتميز.. أحد القادة الأساسيين والتاريخيين لحزب التقدم والاشتراكية.. واجه محنته مع المرض “بكثير من الصبر والشجاعة”.
وأفاد المتحدث، “في هذه اللحظات العصيبة على حزب التقدم والاشتراكية، بمناسبة هذا الرزء الفادح والمصاب الأليم لحزبنا وللحركة التقدمية في بلادنا، نستحضر، بإجلالٍ وإكبار، الأخلاقَ الرفيعة التي تميز بها الرفيقُ خالد الناصري، ووطنيته العالية، ونضاله المستميت من أجل الديموقراطية والعدالة الاجتماعية، وإسهامه الوازن في بلورة التوجهات الأساسية للحزب، وحنكته السياسية المشهود له بها، سواء أثناء تقلده لمسؤولياتٍ رسمية عليا، أو إبان تحمله للمسؤوليات الحزبية المختلفة منذ أن التحق بخلية كلية الحقوق في سنة 1966. وأساساً عضويته في اللجنة والمركزية والمكتب السياسي لانتداباتٍ عديدة، حيث كان دائم الحضور، غزيز العطاء، وإنساناً راقيَّ الخصال، مُحِبًّا للناس وللحياة”.
وأضاف، “غادرنا الفقيدُ العزيز، الرفيق خالد الناصري، السفير الحالي لبلادنا في الأردن الشقيق، وزير الاتصال الناطق الرسمي الأسبق باسم الحكومة، المدير الأسبق للمعهد العالي للإدارة. كما أنَّ الفقيد من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الانسان. وهو فقيه وأستاذ بارزٌ في القانون الدستوري، له أبحاث ودراساتٌ عديدة وغزيرة. كما أنه مارس العمل الصحفي، وزاول مهنة المحاماة، حيث ترافع في قضايا عدة مرتبطة بالدفاع عن الحقوق والحريات. وهو أيضاً من مؤسسي منظمة الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية وقادتها الأوائل”.
واعتبر محمد نبيل بن عبد الله، أن الراحل، أبان “طوال مساره النضالي والسياسي الحافل والممتد لعقود، عن التزامٍ قَلَّ نظيرُهُ، وحِسٍّ توافقي خلاق، وشجاعة متفردة في التفكير والتعبير، مُبدعاً لمقولاتٍ وتصوراتٍ أساسية بالنسبة للحزب، كما بالنسبة للمشهد السياسي الوطني. وكان، رحمه الله، من أقوى المدافعين وأصدقهم عن جدلية الوفاء والتجديد، وعن التغيير في كنف الاستقرار، وعن الحل الوسط التاريخي، وعن التناوب التوافقي”.
وشدد أمين عام حزب “الكتاب”، على أن “الراحل خالد الناصري، كرس حياته من أجل الدفاع عن المصالح العليا للوطن والشعب، مؤمنا حتى النخاع بالمؤسسات وبالنضال الديموقراطي والجماهيري، حاملا لقيم الحرية والكرامة والانفتاح والحوار والتعايش. وجسدَ كل ذلك في المئات، بل الآلاف، من كتاباته وتدخلاته وأقواله، كما في أعماله وسلوكه وممارساته”.
وحزن المتحدث قائلا: “إن الألم يعتصر قلوبَنَا جميعا، في حزب التقدم والاشتراكية، ونحن مكلومون بفقدان أحد قامات حزبنا الأفذاذ. وإننا للمثل وللمبادئ التي جمعتنا لأوفياء، وبالعهد لملتزمون، وللأمانة لحافظون. وسنواصل حمل المشعل خدمةً لوطننا وشعبنا”.