الاحتقان في مخيمات تندوف ينذر بالخروج عن السيطرة والحسيني:"رد على ممارسات جبهة “البوليساريو”
تشهد مخيمات تندوف حالة احتقان متصاعدة على القيادة الحالية لجبهة بوليساريو الانفصالية، تطورت إلى حرق مقرات ما يسمى بـ”الدرك الصحراوي”.
ويرى نشطاء أن مخيمات تندوف تشهد حالة من عدم الاستقرار غير المسبوق في ظل تنامي الرفض الشعبي لقيادة إبراهيم غالي، والذي قابله بالمزيد من التجاوزات والانتهاكات في حق السكان.
وقامت مجموعة من سكان المخيمات ليلة الجمعة بمهاجمة مقر ما يسمى بـ”درك بوليساريو” بمخيم الداخلة، وعمدت إلى إحراقه انتقاما من سوء المعاملة من طرف عناصر هذا الجهاز التي دشنت حملات مداهمة خلال شهر رمضان استهدفت التعدي على عائلات بينها نساء وأطفال.
وحول الواقعة، قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق ببوليساريو، إن سيارة تابعة لدرك بوليساريو طاردت سيارة مدنية كانت تتجول في مخيم الداخلة مخترقة قانون حظر الحركة بعد منتصف الليل في المخيمات، الذي يلزم منتهكه بدفع غرامة مليون سنتيم جزائري.
ووصلت المطاردة إلى داخل أحد التجمعات السكانية، عندما اشتبه أفراد درك بوليساريو بأن صاحب السيارة دخل أحد منازله، فاقتحموا المنزل في تلك الساعة المتأخرة من الليل، وكل ما يفكرون فيه هو المليون الذي سيتقاسمونه، وتعرض من في المنزل للضرب والتعنيف ولم يكن به غير نسوة وشيخ.
قال تاج الدين الحسيني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط إن ما حدث بالأمس بمخيمات تندوف يشكل تطورا نوعيا جديد في أساليب المقاومة التي يعتمدها الشباب الصحراويون داخل مخيمات تندوف ضدا على أساليب التسلط والقهر التي تمارسها البوليساريو بشكل ممنهج ضد سكان المخيمات المدنيين.
وأضاف الحسيني في تصريح صحفي:” أنه وكرد فعل على ما قام به ما يسمى بدرك البوليساريو ضد عائلة صحراوية وما أحدثوه من أضرار في حق أبنائها، قام مجموعة من شباب المخيمات المنتمين إلى قبيلة ولاد ديم بمحاصرة مركز لدرك البوليساريو منظمين لاعتصام يطالب بتقديمهم للمحاسبة لكن نتيجة الرفض كانت هي قيام الشباب بإحراق ثلاث سيارات وإضرام النار في باقي تجهيزات المركز المذكور” .
وأضاف الحسيني أن هذا:”حدث يؤكد بالتأكيد عن تغيير جدري في مواجهة الساكنة للحصار المضروب عليها من طرف البوليساريو ومن طرف الدرك الجزائري كذلك وكنتيجة حتمية لتردي الأحوال الاقتصادية والمعيشية في هذه المخيمات، بحيث أصبح كل الملاحظين يعتبرون أن الأسواق مقفرة وأن المواد الأساسية تغيب عن الساكنة “.