جنازة الراضي تخلف خلافا بين الأغلبية والمعارضة داخل لجنة المالية بالبرلمان ورئيسها يرفع الجلسة

عرف اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، المخصص لتقديم ومناقشة عرض حول الوضعية المالية للمكتب الوطني للمطارات، خلافا داخل اللجنة بسبب تزامنه مع جنازة القيادي والبرلماني الاتحادي الراحل عبد الواحد الراضي.

وقرر رئيس اللجنة بحضور وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، والمديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات حبيبة القلالش، تأجيل الاجتماع إلى وقت لاحق، بعد اعتراض من فرق المعارضة حتى يتسنى للبرلمانيين حضور جنازة زميلهم عبد الواحد الراضي.

وقال منسق المعارضة ورئيس الفريق الحركي، ادريس السنتيسي، إنها “ليست المرة الأولى التي نتقدم بها بطلب التأجيل، وكنا ننتظر من اللجنة ذلك دون طلب، خاصة وأن رئاسة مجلس النواب أقدمت على تأجيل كل أنشطتها اليوم لحضور جنازة عبد الواحد الراضي”.

وشدد السنتيسي، على أن “الأمر يتعلق بهرم، وليس بشخص عاد، كما أنه قام بعمل نبيل واستثنائي، وهو معارض لأكثر من 4 عقود”، مشيرا إلى أن “الراضي ظل صامدا إلى آخر جلسة في الدورة الأخيرة، وترأس مجلس النواب لأكثر من 10 سنوات، وترك بصمته في وزارة العدل، مضيفا أن من الواجب تأجيل الاجتماع، لأن الفريق الاشتراكي الذي تقدم بطلب عقده غائب.”

من جانبه، قال رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان، “فعلا حدث وفاة الرئيس الراضي أمر جلل، وأعتقد يمكن أن نستمع للعرض ثم بعد ذلك نرجئ المناقشة إلى وقت لاحق”، مسجلا أن الراضي يعتبر من إحدى الركائز الأساسية لهذه المؤسسة التي دخلها منذ 63 أي من يوم نشأة المؤسسة التشريعية إلى يومنا هذ”.

وأضاف مضيان، أن وفاة عبد الواحد الراضي، أثارت حزن الخاص والعام، واقترح الاستماع إلى عرض المديرة العامة لمكتب المطارات، على أن يتم رفع الجلسة من أجل حضور  الجنازة واستئناف الاجتماع خلال الفترة المسائية.

ويرى مضيان أن هذا الموضوع، يندرج ضمن اختصاصات لجنة مراقبة المالية العامة بمجلس النواب، عوض لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، لأن الأمر يتعلق بمؤسسة عمومية ويهم التدبير المالي لمؤسسة المكتب الوطني للمطارات، متسائلا عن أسباب نزول هذا الاجتماع، في حين الاختصاص حدده النظام الداخلي لمجلس النواب للجنة مراقبة المالية.

من جهته، قال رئيس حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، إنه “لا يعقل الاستمرار في هذا الاجتماع، والراضي الذي سبق له أن ترأس هذه المؤسسة عدة ولايات جنازته اليوم”، مؤكدا أنه أخلاقيا يجب تأجيل الاجتماع لحضور الجنازة.

وشدد حموني، على أن موضوع هذا الاجتماع لا يدعو للاستعجال، وأن من الأخلاقي الوقوف بجانب الإخوة في الفريق الاشتراكي، مضيفا أن عبد الواحد الراضي كان رئيسا سابقا لمجلس النواب، ومن الأجدر الحضور لجنازته.

أما رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانوو، فقد أكد بدوره، أن تأجيل هذا الاجتماع بسبب الوفاة غير منصوص عليه في النظام الداخلي، لكن عندما يتوفى برلماني أو عضو في الحكومة وهو يمارس عمله، فإن فريقه لا يحضر للبرلمان وحتى الجلسة الدستورية يتم إيقافها.

وطالب بوانوو بدوره، برفع الاجتماع، احترام لعبد الواحدي الراضي، من أجل حضور جنازته، والعودة للجنة من أجل الاستماع إلى العرض وبعد ذلك مناقشته، منبها هو الآخر لعدم حضور الفريق الاشتراكي لنفس السبب.

ومن جهته، اقترح رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، الاستماع إلى عرض مديرة المطارات لحضور جنازة الراضي، وإرجاء المناقشة إلى وقت لاحق لأن الحدث ليس عاديا، مضيفا أن الراضي من الركائز الأساسية للمؤسسة التشريعية وكان برلمانيا منذ نشأة البرلمان سنة 1963 إلى اليوم.

وبالمقابل، طالبت البرلمانية عن الفريق التجمعي، ياسمين لمغور، بمواصلة أشغال الاجتماع كما تم الاتفاق على ذلك في مكتب اللجنة، مضيفة أن الراضي قيادي ورجل دولة، لكن المسؤولية تقتضي أيضا مواصل العمل والاستماع للعرض ومناقشته كما هو مبرمج في اجتماع اللجنة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *