أثارت زيارة المبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا، الكثير من التساؤلات حول ما إذا كان هذا الأخير سيتمكن فعلا من "تعميق المشاورات مع كل الأطراف المعنية بالصراع في محاولة للتقدم بشكل بناء على المسار السياسي في الصحراء المغربية" بحسب ما أعلنت عنه المتحدثة باسم الأمم المتحدة.
وكان دي ميستورا قد التقى يوم الأحد 4 سبتمر الجاري، مع زعيم جبهة ”البوليساريو” الوهمية بمخيمات ”تندوف”، في اجتماع لم يدوم سوى دقائق، بعدما جمعه في وقت سابق لقاء مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في العاصمة الرباط.
وتعليقا على زيارة ديميستورا إلى "البوليساريو"، قال مدير مركز الرباط للدراسات السياسية و الاستراتيجية، الدكتور خالد الشرقاوي السموني، إن "الجولة الثانية للمبعوث الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا لم تحقق تقدما في ملف النزاع حول الصحراء".
وتابع السموني في تصريح له لـ بلبيس، "لأن الجزائر تدعو لإستئناف المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة بوليساريو لحل النزاع خلال لقاء المبعوث الأممي مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الاثنين 05 سبتمبر بالجزائر حيث مازالت مصرة على أن الحل المنشود يجب أن يضمن تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره".
وأشار الخبير السياسي إلى أن نفس الموقف أكد عليه زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي إثر لقاءه بالمبعوث الأممي يوم الأحد 04 سبتمبر.
وأضاف المتحدث "أن الموقف الذي عبرت عنه الجزائر و البوليساريو يتناقض مع الموقف المغربي الرسمي ، الذي جاء على لسان وزير الخارجية السيد ناصر بوريطة عندما اجتمع بالمبعوث الأممي للصحراء خلال زيارته للعاصمة الرباط ما بين 12 و14 يناير من هذه السنة".
"حيث أكد بوريطة خلال هذا الاجتماع التزام المغرب باستئناف العملية السياسية تحت الرعاية الحصرية لهيئة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار مسلسل الموائد المستديرة، وبحضور الأطراف الأربعة" ، يضيف الخبير السياسي.
كما أشار خالد الشرقاوي السموني، أن الموقف المغربي، كان دائماً وما زال واضحاً ومنسجماً مع قرار مجلس الأمن، وتجلى ذلك في التزامها باستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة"، موضحاً أن المغرب سيظل ملتزماً بالشرعية الدولية ومعتمداً لخريطة الطريق التي رسمتها المبادرة المغربية للحكم الذاتي، كاختيار لا رجعة فيه لحل النزاع المفتعل.
ولفت السموني بأن عدم انخراط الجزائر في المفاوضات في إطار الموائد المستديرة من شأنه أن يؤخر حل النزاع وتساهم في تعقيد كل مسار ممكن ان يفضي إلى تحقيق تقدم في هذا الشأن.
وختم الخبير حديثه مشددا على أن ماتسعى إليه الجزائر من فرض مسالة حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عن طرق الاستفتاء مرفوض من قبل المملكة المغربية التي تقدمت بمقترح يحضى الان بمصداقية وجدية ويتناغم مع قرارات مجلس الأمن وأيدته كثير من دول العالم.