وصل المبعوث الأممي ستيڤان دي ميستورا، أمس الجمعة، إلى مخيمات تندوف للقاء بأعضاء في جبهة "البوليساريو" الإنفصالية وتعميق المشاورات مع كل الأطراف المعنية في ملف الصحراء، حسب ما أعلنت عنه المتحدثة باسم الأمم المتحدة.
وتعد زيارة دي ميستورا إلى تندوف هي الثانية من نوعها بعد آخر زيارة له شهر يناير الماضي، وإستنكار المبعوث الأممي للإستقبال الذي حضي به من طرف مجموعة من الأطفال مرتدين الزي العسكري وتجنيدهم في سياق إستعراض جبهة البوليساريو الإنفصالية لأسلحتها العسكرية أمام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.
وخلافا لمضامين الزيارة الأممية السلمية الساعية إلى إستئناف المسار السياسي المتعلق بقضية الصحراء المغربية ومعارضتها لتوصيات الأمين العام الأممي حول ملف النزاع المضمنة في تقريره الصادر في أكتوبر الماضي، إستغلت الجبهة الإنفصالية تحت قيادة إبراهيم الغالي وجود دي ميستورا ودعته إلى زيارة ما أسمته بـ”المتحف الوطني العسكري” الذي يضم مجموعة من الأسلحة الحربية بهدف الدعاية العسكرية الموجهة للإستهلاك الداخلي.
وفي ظل الأوضاع المشحونة والمأساوية التي خلقها النظام الجزائري ودعمتها جبهة "البوليساريو" بمخيمات تندوف نتج عنها الجوع والفقر والسرقة والإتجار في مآسي الساكنة الشيء الذي أدى إلى إستنفار متواصل وتواجد كبير لدوريات الشرطة والدرك وكذلك المجندين من الأطفال والقاصرين، فإن الزيارة الأخيرة للمبعوث الأممي لن تكون مختلفة عن سابقتها خاصة وأن الجبهة الإنفاصلية لن تكون قادرة على الحد من التواجد الأمني الكبير وكذا الأطفال القاصرون المجندون.
وكانت منظمة غير حكومية قد استنكرت أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مأساة استغلال الأطفال في مخيمات تندوف، وتجنيدهم العسكري والانتهاكات الجسيمة لحقوقهم من طرف مليشيات "البوليساريو"، مؤكدة في بيان لها أن "أطفال مخيمات تندوف يجدون أنفسهم متورطين في تدريبات عسكرية وأعمال للتخريب والترهيب، ولكن أيضا في حرب دعائية يغذيها العنف والكراهية".
الأوضاع بشكل عام بمخيمات تندوف والسخط العارم على إبراهيم الغالي وعصابته لا يمكن إلا وأن يؤثر بشكل سلبي على الزيارة الأممية للمنطقة، ذلك أنه رغم استقبال الأخير من طرف الرئيس التونسي قيس سعيد وحضوره لمنتدى "تيكاد8" إلا أن هذا لا يخفي استحالة إقامة دولة منفصلة لا تمثل أي نظام قائم، ولا شرعية لها في القانون الدولي، ولا تملك أرضا، ولا مقومات دولة، حتى أن دخول إبراهيم ومرافقيه إلى أرض تونس كانت بجوازات سفر جزائرية وبطائرة جزائرية.