قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّه رصد تطورًا خطيرًا في استهداف النشطاء الحقوقيين والمعارضين في المغرب، وصل في بعض الحالات إلى الاعتداء الجسدي، على النحو الذي قد يُفضي إلى القتل.
وذكر المرصد الأورومتوسطي أنّه تابع إفادات نشطاء مغاربة تشير إلى تعرّضهم لمضايقات وتهديدات واعتداءات جسدية، تتعلق على ما يبدو بنشاطهم الحقوقي، وانتقاداتهم المستمرة للسياسات الرسمية.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن السلطات المغربة صعدت منذ أشهر حملتها على أصحاب الرأي، وأصدرت أحكاما قاسية بسجن عدد منهم لمدد مختلفة، وصلت في بعض الأحيان إلى 15 سنة، إضافة إلى تجاهل التصدي لحملات التحريض والكراهية المنظّمة التي استهدفت الصحافيين والنشطاء المعارضين بالتهديد والتخوين وتشويه السمعة.
وأشار المرصد إلى أنّ الناشط المغربي “يوسف الحيرش” تعرض أول أمس الاثنين “لما يبدو أنّها محاولة اغتيال، إذ هاجمه شخصان قرب منزله وأصاباه في رأسه بآلة حادة، ما تسبب له بجرح مقطعي كبير نتج عنه نزيف خارجي”.
وتوقف البيان على ما كتبه “الحيرش” الذي ينشط في الدفاع عن حقوق معتقلي الرأي في السجون المغربية، وينتقد باستمرار في تدوينات بعض القوانين والسياسات الرسمية، خاصة تلك المتعلقة بحرية الرأي والتعبير والنشر، -ما كتبه- على صفحته بفيسبوك من كونه تعرض لمحاولة اغتيال من طرف شخصين كانا يترصدان له قرب منزله.
وإلى جانب “الحيرش” سجل المرصد الحقوقي تعرّض الحقوقي الكندي من أصل مغربي “محمد برهون” لاعتداء جسدي من قبل أحد عناصر الأمن المغربي خلال تواجد بالرباط لزيارة عائلته، إضافة إلى التهديد بالقتل والاختطاف.
وعبر المرصد عن خشيته من أن تساهم السياسة التعسفية التي تنتهجها السلطات ضد النشطاء المعارضين في توفير بيئة خصبة لتنفيذ مزيد من تلك الاعتداءات الخطيرة، والتي عادة ما تكون مسبوقة بحملات تحريض إلكترونية واسعة ينخرط فيها موالون للسلطات المغربية.
وقال المرصد إنه وخلال الشهرين الماضيين، أصدرت محاكم مغربية أحكامًا متفاوتة (تتراوح بين عدة أشهر و15 عامًا) على عدد من الصحافيين والنشطاء المعارضين، بينهم الناشطة “سعيدة العلمي” والناشط “ربيع الأبلق”، والصحافيين “توفيق بوعشرين” و”عمر الراضي” و”عماد استيتو” و”سليمان الريسوني”، على خلفية تبدو انتقامية، وعقب محاكمات شابتها مخالفات قانونية واضحة.
وأكد البيان أن على عاتق السلطات المغربية مسؤولية حماية سلامة النشطاء المعارضين، وصونهم من أي اعتداء جسدي، أو حملات تشويه منظمة، تستهدف النيل منهم معنويا، والتصدي لأي تهديد قد يتعرضون له على خلفية نشاطهم السلمي.
ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات المغربية إلى فتح تحقيق فوري وشفّاف في حادثي الاعتداء على الناشط “الحيرش” والناشط “برهون”، وتحديد المتورطين فيها وجلبهم للعدالة، والتصدي بحزم لجميع المحاولات التي قد تؤدي إلى المساس بسلامة وأمن النشطاء المعارضين وأصحاب الرأي في البلاد.
وطالب المرصد الأورومتوسطي السلطات المغربية بمراجعة نهجها التعسفي تجاه النشطاء والمعارضين السلميين، والإفراج عن جميع المحتجزين على خلفيات الرأي والتعبير والتجمع السلمي، والتوقف عن استخدام القضاء لمعاقبة وتجريم كل من ينتقد أو يخالف السياسات الداخلية والخارجية للمملكة.