خرجت ٱلاف المغاربة، مساء اليوم الجمعة، إلى الشوارع والساحات العامة في مختلف مدن المملكة، من طنجة إلى الكويرة، احتفاءً بالقرار التاريخي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي، وصوّت عليه 11 عضواً من أصل 15، والذي يكرّس مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية باعتبارها الحل الواقعي والدائم للنزاع الإقليمي المفتعل.
![]()
وتحوّلت الساحات الكبرى في الرباط والدار البيضاء والعيون والداخلة وأكادير ومراكش وغيرها إلى فضاءات فرح عارمة، حيث رفع المواطنون الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس وردّدوا شعارات تمجد الوحدة الترابية وتعبر عن الاعتزاز بمغربية الصحراء.
كما رددت الجماهير الأهازيج الوطنية وأناشيد المسيرة الخضراء، في أجواء احتفالية توحد فيها الفخر والانتماء الوطني.
ويأتي هذا القرار الأممي ليشكّل منعطفاً حاسما في مسار قضية الصحراء المغربية، بعدما نصّ بشكل واضح على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمثل الحل الأكثر جدوى وواقعية، داعيا الأطراف إلى استئناف المفاوضات “بحسن نية ودون شروط مسبقة”، ما اعتبره المراقبون تتويجاً لجهود دبلوماسية مغربية متواصلة على مدى سنوات.
وتفاعل الشارع المغربي مع الحدث بوصفه انتصارا دبلوماسيا وتاريخياً للمملكة، يعكس اعتراف المجتمع الدولي المتزايد بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وأكد عدد من المشاركين في الاحتفالات أن هذا القرار “يغلق صفحة نزاع استمر لأكثر من نصف قرن”، ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وفي الأقاليم الجنوبية، شهدت مدن العيون وبوجدور والداخلة مظاهر فرح استثنائية، حيث خرج السكان الى الساحات مرددين “الصحراء مغربية إلى الأبد”، ومؤكدين التفافهم حول الملك محمد السادس في مواصلة مسار التنمية والبناء الذي تعرفه المنطقة بفضل المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة.
![]()
ويعتبر القرار الأممي الجديد خطوة حاسمة نحو الطي النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وتعزيزاً للموقف الشرعي للمغرب داخل المنتظم الدولي. كما يعكس تقديراً متزايداً للدبلوماسية المغربية التي نجحت في كسب دعم أغلبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وترسيخ مبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد وواقعي لضمان الاستقرار والوحدة الترابية للمملكة.