تصريح العنصر حول قراره النهائي مغادرة حزب السنبلة وإعلانه ترشيح اسمين لخلافته هما كل من الوزيران السابقان محمد أوزين وسعيد أمزازي، ترك ردات فعل متعددة. منها من اعتبر تصريح العنصر مجرد هفوة، ومنها من اعتبره مقصود وله دلالات سياسية تستهدف بالخصوص محمد مبدع واتباعه .
والغريب في الأمر عدم صدور أي رد فعل إعلامي عن الوزير ورئيس الـفـريـق الـحـركـي الـسـابـق، محمد مبديع، إزاء تصريحات امحند العنصر، التي أعلن فيها عن مغادرته لحزب الحركة الشعبية، من خلال ترشيح اسمين لخلافته هما الوزيران السابقان محمد أوزين وسعيد أمزازي، صمت رأى فيه البعض حكمة لكون مبدع لا يريد إشعال حرب مواجهة مع أي أحد قبل المؤتمر; رغبة منه الذهاب للمؤتمر وكل الحركيات والحركيين موحدين حول قيادة موحدة بعد رحيل العنصر في ظروف دقيقة يمر منها الحزب الحركي. والبعض الآخر رأى في صمت مبدع تكتيك سياسي وانتظار الفرصة للرد على العنصر.
كثيرون من المهتمين رأوا في تصريح العنصر كأمين عام لحزب الحركة الشعبية ترشيح إسمين لخلافته هما الوزيران السابقان محمد أوزين وسعيد أمزازي، خروجا عن الحياد الأخلاقي والسياسي والقانوني المطلوب في مؤسسة الأمانة العامة . أولا لأن الترشح حق دستوري . ثانيا لأن المؤتمر سيد نفسه بمعنى أنه هو المؤهل لانتخاب الأمين العام للحزب وليس العنصر .وثالثا المنطق السياسي والأخلاقي والقانوني يفرض على العنصر الأمين العام للحزب الحياد حفاظا على وحدة حزبه وليس تشتيته تفاديا لأي مواجهات ثانوية بين المرشحين لخلافته.
وفي هذا الصدد، صرح أحد المقربين من مبديع لإحدى الصحف الوطنية، أن هذا الأخير أسر لمقربيه بأن مغادرة العنصر لحزب الحركة الشعبية كانت متوقعة، لكونه سبق أن أعلن عنها، لكن مبدع لم يتقبل أن يعلن العنصر عن ترشح من سيعوضه للأمانة العامة للحزب قبل إطلاق المشاورات لتقييم تجربة القيادة الحالية، ورسم معالم المرحلة المقبلة، وحصر الترشح للأمانة في شخصين.
القيادي الحركي مبدع أكد لنفس المصادر بأنه اعتاد على نفس المناورات داخل حزب السنبلة، لكنه يتعالى عنها لأن همه الأساسي هو مستقبل حزب المؤسسات وليس حزب الأشخاص، وهو أكد عليه مبديع لأحد مقربيه، بأن المعركة الحالية التي يهتم بها هي معركة إعادة تجميع شمل الحركيات والحركيين بمختلف مناطق المغرب، وأن نقاش المؤتمر سابق لأوانـه، وأنه يستعد لإطلاق مشروع نـداء مـن أجـل مصالحة شاملة بين كل نساء ورجال الحركة حسب نفس المصادر، التي أوضحت أن «عددا من الحركيين يلتفون حوله بسبب التراكم الذي خلفه من خلال تعامله معهم في تجاربه السابقة».
وحسب بعض المصادر، فتصريح العنصر ليس بريئا وإنما يدخل في مخطط محبوك يستهدف نهج سياسة الإقصاء المرن لبعض الحركيات والحركيين قبل المؤتمر المقبل، وتفصيله على المقاس. لكن ما لم ينتبه إليه من وراء هذا المخطط أن مبدع كائن سياسي متمرن على المناورات، لذلك يتفادى الدخول في مواجهات مع قيادات حزب السنبلة الذين تربطه بهم علاقات احترام وتقدير وغيرة على مستقبل الحزب. مبدع واع بأن أعداء حزب السنبلة ليسوا هم العنصر أو اوزين أو حليمة أو الفاضلي، ولكن الأعداء الحقيقيين للحزب هم من يريدون أن يقضوا علي ما تبقى من قوة الحزب، وأن يشغلوا قيادات الحزب بصراعات وبحروب ثانوية وتافهة على حساب أن يتحول الحزب إلى حزب المؤسسات والديمقراطية والقيم والالتزام بمبادىء أعرق حزب مغربي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى القيام بثورة هادئة داخلية لوضع حد للانتهازية والنرجسية والمحسوبية داخله، والمصالحة مع الذات ومع كل الحركيات والحركيين الغيورين على حاضر ومستقبل حزب السنبلة للحفاظ على حيوية السنبلة التي تعاني اليوم من كل أنواع الجفاف الطبيعي والسياسي والفكري والاخلاقي للذهاب نحو المؤتمر بهدف استراتيجي أساسي وواضح ليكون عرسا ديمقراطيا حقيقيا وليس انتصارا لمبدع أو لأوزين أو لحليمه أو لغيرهم، لأن علماء السياسة يؤكدون دائما بكون الأشخاص زائلون والمؤسسات باقية.