عاشوراء : السحر و الشعوذة و وهم تحقيق المعجزات

لم يسلم أي مجتمع من المجتمعات سواء العربية أو الغربية و حتى المتقدمة منها، من الإعتقاد بأن للسحر و الشعوذة القدرة على تحقيق الغايات و الأغراض الإنتقامية , و ما يزال هذا الإعتقاد  منتشرا حتى في العصر الحديث .
السحر في السوسيولوجيا:
 يقول الباحث السوسيولوجي المغربي عبد الهادي أعراب عن ممارسة السحر و الشعوذة:”يوفر إقبال الشخص على السحر “الحماية الإيمانية والواقعية أيضًا فالشعور بالحرمان والعجز عن مواجهة واقعه الاجتماعي وضغوطه المختلفة، يدفعان هذا الفرد إلى الاستسلام للمعتقدات السحرية وممارساتها العملية”.
لماذا يكون السحر في عاشوراء 
كما تجلب عاشوراء جمالا و فرحة للمغاربة بمراسيمها الخاصة و حلوياتها و ألعابها , تجلب أيضا بعض المظاهر البشعة , فمعظم المشعوذين و المشعوذات ينشطون في يوم عاشوراء ظنا منهم أنها ليلة تحقيق المعجزات و المستحيلات , ففي هذا اليوم  تحققت الخوارق حيث بطل مفعول النار الملتهبة بأمر من الله تعالى ، فكانت بردا وسلاما على سيدنا ابراهيم وفيه انشق البحرأيضا ونجى موسى وأخاه وأتباعهما وأغرق فرعون الطاغية , فلم لا تحقق في هذه الليلة الرغبات و المكاسب ؟
فيكون هذا اليوم موعدا مع الشعوذة يستمر مفعوله لسنة ليتم تجديده في نفس الوقت من العام المقبل .
طقوس غريبة 
حيوانات سوداء , أجنحة الوطواط تراب المقبرة وبيض الأفعى وبين مخ الضبع وشعر الفأر لوازم يتم البحث عنها باثمنة خيالية حسب تصريحات الشارع ,
يستخدمها المشعوذون حسب الرغبات و التي اغلبها من اجل طاعة الشريك او من اجل الانتقام بانزال سوء الحظ او المرض او مصائب اخرى , بالاضافة الى ملىء فم قط باشياء غريبة و خياطته و طقوس أخرى أكثر وحشية و غرابة .
لا طبقية في السحر 
اللجوء إلى السحر والشعوذة لا يعتمد على معايير و لا يمكن تصنيف الاشخاص اللذين يلجؤون إليه  فكثير من رجال الأعمال والسياسة يستشيرون المشعوذين والسحرة و يقبلون على طقوسهم
  حتى أصبح السحر والشعوذة لا يقتصر على الأميين أو الفقراء وإنما يتجاوز ذلك للمتعلمين والأثرياء.
تفاعل التواصل الاجتماعي
غالبا ما أصبح رواد المواقع الإجتماعية يتفاعلون مع هذه الظاهرة بسخرية و تهكم , فقد انتشرت مؤخرا منشورات ساخرة في الفتره التي تسبق و تلي مناسبة عاشوراء من قبيل يجب بعض الصور التي تظهر بعض الرجال يتوددون لنسائهم معلقين عليها : ” شاد فيه المجمر ” و غيرها …
لتبقى الشعوذة و السحر من بين السلوكيات البشعة التي تضر بالمجتمعات وصورتها  و التي تحتاج إلى دراسات و محاصرة للحد منها و من سلبياتها

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *