المرزوقي ينفي دعوة فرنسا للتدخل في تونس

نفى الرئيس السابق منصف المرزوقي اتهامه من قبل بعض الأطراف السياسة بالدعوة للتدخل الأجنبي، مؤكد أنه دعا باريس لـ”عدم دعم الانقلاب، وليس للتدخل في تونس”.

ونشر المرزوقي عبر صفحته في موقع “فيسبوك” مقطع فيديو مرفق بتدوينة تحت عنوان “تكذيب قطعي”: “يعملون بمقولة مبدأ الدعاية النازية (اكذبوا اكذبوا، لا بد أن يبقى شيء من أكاذيبكم) قلت: على الفرنسيين عدم دعم الانقلاب. استمعوا للفيديو ولا تستمعوا للهذيان والأكاذيب. قبل إعطائي دروس في الوطنية ليقارن الناس بين تاريخي وتاريخ أحدهم”.

وكانت صفحات اجتماعية تداولت فيديو يتضمن خطاب قصير للمرزوقي خلال وقفة احتجاجية في باريس، دعا فيه فرنسا إلى عدم الوقوف إلى جان نظام ديكتاتوري يرفضه أغلب التونسيين، وهو ما دفع عددا من الأطراف السياسية لاتهامه بالدعوة للتدخل الأجنبي.

وخلال استقباله، اليوم السبت، لوزير الداخلية المكلف، وجه الرئيس قيس سعيد انتقادات لاذعة للمرزوقي (دون أن يسميه)، قال فيها: “صباح اليوم أحدهم طلب من الدول الأجنبية وقوى داخلية أن تتدخل”، مضيفا “يوجد أطراف يعتقدون أنهم أبطال ولكن لفظهم التاريخ ويعملون ضد الدولة التونسية في كل محفل يزورونه وكأن الأمر يتعلق بمسألة شخصية لا بالدولة التونسية”.

فيما اتهم سامي الطاهري، الأمين العام المساعد لاتحاد الشعل المرزوقي بـ”التحريض على تونس و(إطلاق) دعوات سافرة لتحريك النزعة الاستعمارية الفرنسية ضد البلاد”، معتبرا أن ذلك “خيانة عظمى تستدعي تطبيق القانون ومحاكمة سريعة”.

وتوقع النائب السابق الصحبي بن فرج أن ينظم المرزوقي “مؤتمر أصدقاء تونس”، على غرار “مؤتمر أصدقاء سوريا” الذي تم تنظيمه في تونس خلال حكم المرزوقي، والذي يرى البعض أنه معهد للتدخل الأجنبي في سوريا.

وكتب المحلل السياسي طارق الكحلاوي، مخاطبا المرزوقي “سواء بدعوة واشنطن أو باريس للتدخل، فإنه لا يمكن أن تدافع عن “الارادة الشعبية” وان تكون “ضد الانقلاب” وتستدعي تدخل قوى خارجية “لإعادة الديمقراطية”. لا يعكس ذلك فقط عزلة داخلية، بل ببساطة “نفيا للامكانية الديمقراطية”، لانه بمجرد وقوعه يحول التدخل الأجنبي الديمقراطية إلى حالة مستحيلة، لتعويضه السيادة الشعبية بسيادة الخارج”.

وأضاف “أحد أسباب الديمقراطية الفاسدة خلال العشرية الأخيرة هو خضوعها لتلاعب ونفوذ التدخل الخارجي تمويلا ودعما سياسيا، ليس المطروح “إعادة” تلك الديمقراطية، بل إعادة تأسيسها بما يقلص ويحد من خضوعها للرعاة الأجانب. كل محاولة لإعادة موازين قوى داخليا بتفويض وضغط خارجي إنما تمثل مجرد مظهر اخر من مظاهر الانقلاب الحقيقي على الديمقراطية”.

وكان المرزوقي دعا التونسيين إلى التظاهر، يوم الأحد المقبل، لمنع السيناريو المصري الذي قال إنه “سيكرس الحكم الديكتاتوري في البلاد لعقدين على الأقل”.