يتم الترويج بشدة لما يسمونه فتوحات على مستوى تمثيلية النساء في المجالس المنتخبة، ويقدمون كدليل على ذلك بعض الجماعات التي نالت فيها الرئاسة نساء، وهي على العموم جماعات قليلة….
لكن حين نقارن بين الجماعات الحضرية القوية التي تسير بمئات الملايير، والتي تترأسها اليوم نساء (نموذج الرباط والدار البيضاء ومراكش)… وبين الجماعات الأخرى التي تترأسها نساء، ولكن تسير بميزانيات صغيرة بحكم انها جماعات قروية أو جماعات حضرية ولكن في مدن صغيرة بدون إمكانيات معتبرة….
المثير أن النساء الممثلات في الجماعات الغنية كرئيسات أو نائبات للرؤساء ينتمين لعائلات غنية أو زوجات وبنات وأخوات نافذين كبارا، أو مسؤولين حزبيين….
وغالبا فإن انتقاءهن خاضع لمحددات طبقية أو حزبية مرتبطة بالقرابة العائلية.
بينما في الجماعات الصغيرة دفعت بعض الأحزاب بمناضلات داخل الحزب، أو اكملت اللوائح بمترشحات متواضعات من حيث الانتماء الطبقي والقبلي والعائلي (رغم أننا كلنا ولاد 9 اشهر)…
إنها عمليات إعادة إنتاج النخب بنفس القوانين الاجتماعية السائدة…
فوصول نساء لرئاسة جماعات أو عمودية مدن كبيرة لم يكن للأسف بسبب نضالهن من أجل حقوق النساء (المجموعات النسائية التي ناضلت من أجل المناصفة معروفة، وهؤلاء الفائزات لم يكن يوما في اي معركة من أجل هذا المطلب)، ولم يكن في ذلك المنصب كذلك بسبب نضالهن وتدرجهن في المسؤوليات الحزبية منذ مرحلة الشبيبة…
بل فقط لأنهن ينحدرن من عائلات مترفة، أو لأنهن من أقارب مسؤول حزبي وطني أو محلي نافذ. بحيث يصبح المنصب نوعا من البريستيج والوجاهة الاجتماعية داخل العائلات الكبرى.