لاحظ المهتمون بالشـأن السياسي الهجوم الممنهج ضد عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار منذ توليه قيادة الحزب لانه اراد تدبير السياسة بشكل مغاير في واقع حزبي بئيس منافق يحارب فيه كل من هو نزيه وناجح، ومن المنتظر ان تزيد وتيرة الاشاعات ضده وضد حزبه كلما اقتربت انتخابات 2021 وهذا من الامور العادية في مجتمع يسوده الحقد والنفاق وبيع الذمم وممارسة السياسة بدون اخلاق او مبادئ.
وحسب قيادي بارز في الحزب فقمة هذه الاشاعات هي اشاعة استقالة اخنوش من السياسة خصوصا بعد قضية هدم مشروع تاغازوت بتش.ولمقاربة اشاعة استقالة اخنوش وابتعاده عن السياسة لا بد توضيح بعض الامور للبرهنة ان اخنوش وحزبه مستهدفان لانهما اصبحا يزعجان العديد من القوى.
اولا: الاستقالة قرار شخصي لا يهم اي احد الا صاحبه ولها مساطر تهم اخنوش واجهزة حزب التجمع الوطني للاحرار ولا تهم الاخرين، وبان الاستقال السياسية بالمغرب ليست امرا سهلا لانها خاضعة لمساطر وشروط وتتحكم فيها ابعاد.
ثانيا: يجب التمييز بين ملف تاغازوت بيتش وبين اخنوش كزعيم حزب. ملف الهدم هو قرار قضائي محض لا علاقة لاخنوش به لان الشركة المكلفة بالمشروع هي المسؤولة قانونا وليس وحدها بل هناك مسؤولية الوالي والعامل واللجنة التقنية وباقي السلطات المحلية المسؤولة عن الترخيص والمراقبة.
ثالثا: لا يمكن لعاقل ان يتقبل عزم اخنوش تقديم الاستقالة من الحزب في هذا الوقت بالذات وهو الذي خاض معارض متتعدة من اجل تاهيل الحزب لاستحقاقات 2021 وقدم مشروع ''مسار الثقة'' ومائة يوم لمائة مدينة، لان الاستقالة في هذا الوقت يعني انهيار حزب التجمع الوطني الاحرار الذي اصبح رقما اساسيا في المعادلات الحكومية والحزبية في وقت براهن ان يكون منافسا لحزب البيجيدي، وهزيمة لاخنوش خاصة وهدية لحزب البيجيدي.، وهو ما لا يتصوره العقل خصوصا وشخصية اخنوش العنيدة والمؤمنة بالتحديات والتي لا تقبل الهزائم بسهولة.
رابعا: لا يمكن لاخنوش ان يستقيل في هذا الظرف لانه استثمر اشياء كثيرة في السياسة لقيادة الحكومة المقبلة او جعل الحزب ثاني قوة حزبية بالمغرب،له مهمات يعرفها جيدا اخنوش على اساسها ولج العمل السياسي.
خامسا: تشكيلة حزب التجمع الوطني للاحرار الذي يتوفر على اقوى مكتب سياسي من حيث نوعية بروفيلات اعضاءه اصبح ضرورة لاي حكومة لانه يضم اهم رجال المال والاعمال بالمغرب وهو ما يفسر نوعية القطاعات الحكومية التي سيرها ويسيرها حزب التجمع الوطني للاحرار منذ حكومة التناوب سنة 1998
سادسا: تشكيلة حزب التجمع الوطني للاحرار وبروفايل عزيز اخنوش ضرورة لمغرب الغد خصوصا بعد رهان المغرب على النموذج التنموي الجديد وهو الحزب الى جانب الاستقلال الذي يتوفر على بروفيلات ذات تكوين اقتصادي وتدبيري من مستوى رفيع لاجراة النموذج التنموي الجديد.
سابعا: مغرب 2021 يواجه تحديات كبرى تتجسد في مشروعين استراتيجيين اثنين: الجهوية المتقدمة والمشروع التنموي الجديد ولحزب التجمع الوطني للاحرار ولاخنوش موقعهما في هذين المشروعين الاستراتيجيين لمغرب الغد، ويصعب تصور الحكومة المقبلة دون مشاركة حزب التجمع الوطني للاحرار.
ثامنا: جاء عزيز اخنوش للسياسة في وقت فقدت فيه السياسة نبلها ومصداقيتها وفقدان الثقة في مؤسساتها اولا، وجاء في وقت عرف فيه حزب التجمع الوطني لللاحرار تراجعا خطيرا خصوصا بعد مجيئ حزب البام الذي قوى حزب العدالة والتنمية من حيث لا يدري.
تاسعا: يتميز حزب التجمع الوطني للاحرار وعزيز اخنوش بعلاقاتهما بالعالم الخارجي والداخلي خصوصا على مستوى عالم الاعمال والمال والاستثمار حيث يحظى اخنوش بثقة كبيرة وطنيا ودوليا وهو ما يخدم قضية الوحدة الوطنية حيث يوظف اخنوش علاقاته مع رجال الاعمال والمال بالخارج لجلب الاستثمار وخدمة النمو من جهة ، ومن جهة اخرى خدمة قضية الصحراء المغربية من جهة اخرى.
انطلاقا مما قلناه تدل عديد من المؤشرات على ان حزب التجمع الوطني للاحرار عرف قفزة نوعية بعد قيادة اخنوش للحزب
والذي اعاده للواجهة رغم اخطاءه التواصلية المفرطة التي اضرت به واضرب بحزبه ، وهناك عدة مؤشرات تشير الى ان حزب التجمع بقيادة اخنوش قد يكون من الاحزاب الاساسية في معادلة الانتخابات المقبلة ومرشح لقيادة الحكومة لانه الاكثر تاهيلا مقارنة مع رئيس الحكومة الحالي الذي يدبر الحكومة والسياسات العمومية بمنطق السياسة وليس بمنطق المحكامة واقتصاد المعرفة والتدبير .
صحيح ،يمر اخنوش بفترة مقلقة كباقي زعماء الاحزاب السياسية حول الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية العامة التي يعرفها المغرب خصوصا بالنسبة لكيفية استرجاع الثقة للمؤسسات وللمواطنين للتصالح مع السياسية والفعل السياسي، ومواجهة الاختلالات الاجتماعية ونحن على ابواب الانتخابات في ظل سياق وطني ودولي مضطرب . لذى فهذه القضايا هي من دفعت عزيز لخنوش للمجيئ للسياسة رغم معرفته المسبقة بمخاطر السوق السياسي الملئ بالمكر والخبث والنفاق والحقد والكراهية وبالتنافس غير الشريف .
ومنذ قيادته حزب التجمع الوطني للاحرار وممارسته السياسة اثبت عزيز اخنوش انه لا يدخل في فئة هؤلاء الفاعلين السياسيين التقليديين السياسويين الماكرين ، جاء لعالم السياسىة لممارسة السياسة بشكل مغاير اساسه التنافس الشريف وخدمة مصالح الوطن الكبرى بعيدا عن الغدر والخداع والمكر وتوظيف الاعلام للتشهير.
لذى فعزيز اخنوش لا يمكنه حتى التفكير في الاستقالة في الوقت الراهن فما بالك بالاستقالة لان الوضع العام للبلاد وحاجة المغرب لكفاءلات مثل اخنوش والرهان عليه لقيادة الحكومة المقبلة او المشاركة فيها بحقائب وزارية قوية تفرض عليه الاستمرار والذهاب بحزب التجمع الوطني للاحرار بأمان نحو الانتخالات المقبلة التي ستكون صعبة للدولة وللاحزاب السياسية، خصوصا وانها ستتزامن مع انزال الجهوية المتقدمة والبرنامج التنموي الجديد وهما مشروعين استراتيجين من الاكيد ان حزب التجمع الوطني للاحرار بقيادة عزيز اخنوش سيلعب دورا محوريا لانزال الجهوية والمتقدمة والنموذج التنموي الجديد لكونه يتوفر على من موارد بشرية مؤهلة لا تتوفر عليها الاحزاب الاخرى باستثناء حزب الاستقلال.
لذى فصمت عزيز اخنوش للرد على هذه الاشاعات تؤكد بان الرجل منشغل بقضايا اخرى اكثر اهمية وبانه اذا اراد الاستقالة فهو من سيقررها عبر بلاغ رسمي وهذا حق دستوري ، وبان اخنوش لم يكلف احدا او منبرا للحديث باسمه
لسبب بسيط وهو ان خيار عزيز اخنوش ولوج عالم السياسة جاء عن قناعة وعن التزامات مع مناضلي حزبه ومع الدولة وبالتالي فالتحديات التي يمر منها المغرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا سنة قبل انتخابات 2021 والتي ولج عزيز اخنوش من اجلها عالم السياسة ما زالت قائمة بل ازدادت خطورة مما يعني ان استمرار قيادة اخنوش لحزب التجمع
ولما لا قيادة حكومة 2021 ، لذى فمغرب الغد بحاجة لمن يعمل وليس لمن يتكم عن جهل وحقد وخبث فعزيز اخنوش باق ولن توقفه الاشاعات وتزايد الضربات من تحت وعلى حزبه فهم ابعاد هذه الحملة المسعورة ضد زعيم حزبهم ليس عبر الرد عن الترهات بل عبر العمل عن قرب من المواطن والاستجابة لمطالبه.
جلال العمري