في مشهد تاريخي ملحمي، بدأ عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم في شمال قطاع غزة صباح اليوم الإثنين، متحدين 15 شهراً من الدمار والتهجير القسري.
انطلقت مسيرة العودة في السابعة صباحاً عبر شارع الرشيد، حيث تدفق الآلاف سيراً على الأقدام، بينما اصطفت مئات المركبات على شارع صلاح الدين في انتظار السماح لها بالعبور.
رغم الإجراءات الأمنية المشددة والتفتيش بأجهزة الأشعة السينية، لم تخفت فرحة العائدين الذين انتظروا هذه اللحظة منذ السبت الماضي. رددوا الأهازيج الوطنية والتكبيرات في طريق عودتهم، معبرين عن تمسكهم بأرضهم رغم الدمار الشامل الذي لحق بمنازلهم.
وصفت الفصائل الفلسطينية هذه العودة بالانتصار التاريخي على مخططات التهجير. فحركة فتح اعتبرتها رسالة واضحة برفض التهجير الطوعي والقسري، بينما رأت حماس في المشهد إعلاناً لفشل مخططات الاحتلال. وأكدت الجهاد الإسلامي أن هذا المشهد الأسطوري يمثل رداً حاسماً على كل من حلم بتهجير الشعب الفلسطيني.
وكانت إسرائيل قد أجبرت نحو مليوني فلسطيني على النزوح جنوباً خلال حملتها العسكرية، وحاولت عرقلة عودتهم بربطها بقضية الأسيرة أربيل يهود. لكن إرادة العودة كانت أقوى، حيث تحرك عشرات الآلاف فور بدء سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير، في مشهد وصفته الجبهة الشعبية بأنه "صفعة مدوية" لمخططات الاحتلال.
هذه العودة الجماعية، رغم الدمار الشامل وغياب المأوى، تجسد إصرار الشعب الفلسطيني على البقاء في أرضه وتمسكه بها، مؤكداً أن كل محاولات التهجير والإبادة ستتحطم أمام صموده الأسطوري.