تعتبر زيارة البابا للمملكة برهان على عراقة، و مكانة إمارة المؤمنين في الساحة الإسلامية لما لها من إشعاع قاري سواء على المستوى الإفريقي، أو الأوروبي و ما أحدثته من تقويم للمجال الديني عبر التكوين، و الإرشاد بالإضافة إلى ترسيخ قيم التعايش السلمي و الانفتاح والتلاقح الثقافي لمختلف الديانات السماوية، من أجل ذلك زيارة البابا تنصب في إطار مسار تاريخي طويل من العلاقات العريقة، و المثينة بين المغرب، و الفاتكان.
كما يمكن القول أن المغرب ساهم بشكل قوي منذ تاريخ التحولات التي ساهمت في عصرنة الدولة على يد الملك الراحل الحسن الثاني في حماية الحقل الديني من كل أشكال التشدد العنيف و المتطرف، الشيء الذي مكنه من تقدير و احترام الفاتيكان، وباقي المؤسسات الدينية لاسيما، وأن المغرب نجح بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس في صيانة المعتقدات الدينية، و ترسيخها بشكل واقعي لثقافة الإعتدال، و التسامح.
المغرب لعب دورا مهما في الوساطة بين الشعوب بغية تحقيق السلام، و نبذ كل أشكال العنف الذي يهدد شعوب المنطقة، و بالتالي فإمارة المؤمنين أصبح لها إشعاع إقليمي، و قاري بوأها مكانة رفيعة بين مختلف الديانات، و لعل زيارة البابا للمغرب، و ما تحمله من حمولات رمزية، و تاريخية عتيدة تعزز ما أصبحت عليه من أدوار خدماتية لمختلف الأديان السماوية بغية تحقيق السلم و السلام.