حسن بويخف لوهبي:ماذا قصدتم بقولكم إنكم تعرفون لون الجوارب التي يرتديها ذلك المسؤول؟

همسة في أذن وزير العدل: نعم أنت وزير العدل، وماذا بعد؟
تزامن اليوم العالمي لحقوق الانسان، الذي يحتفل به الطيف الحقوقي عبر العالم في العاشر من شهر دجنبر من كل سنة، مع مقطع فيديو نسب إليكم، يروج في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الجرائد الالكترونية، تظهر فيه وأنتم توجهون كلاما فيه الكثير من الاهانة والتهديد لمسؤول بوزارة الثقافة، خلال افتتاح المركز الثقافي بتارودانت.
والأخطر في الكلام المنسوب إليكم في مقطع الفيديو، هو إشهاركم صفتكم كوزير للعدل في وجه ذلك المسؤول لإعطاء رسائلكم الغريبة صبغة تهديد وإهانة.
وحسب ما جاء في مقطع الفيديو المنسوب إليكم، فقد خاطبتم المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتلك المدينة بالعبارات التالية: " واش أنا وزير العدل؟ شنو هو الدور ديالي؟ هو الأمن .. أنا المؤسسات كلها كتشتاغل معايا.. وكنعرف لون التقاشر اللي نتا لابس" !
فما هي الرسائل التي بلغتموها لذلك المسؤول حين أردتم تذكيره بكونكم وزير العدل؟ وماذا تريدون أن يستحضره بقولكم أن دوركم هو الأمن؟ وماذا تقصدون بهذا "الأمن" ؟ هل هو "الأمن" الذي هو من اختصاص وزارة الداخلية ومختلف الأجهزة الأمنية، والذي لا علاقة لكم به قانونا؟ أم تقصدون "الأمن" بمفهومه الشعبي الذي يعني "النفوذ السلطوي" والقدرة على البطش بالوسائل التي يناضل المنتظم الحقوقي في العالم وفي المغرب من أجل القطع معها؟ وهل هو المعنى الذي يفهم من قولكم "المؤسسات كلها كاتشتاغل معايا"؟
وماذا قصدتم بقولكم إنكم تعرفون لون الجوارب التي يرتديها ذلك المسؤول؟ وهي في قاموس الثقافة الشعبية عبارة غارقة في الإهانة، من جهة، وفي التهديد، من جهة ثانية.
إن التوقف عند هذه النازلة أوحت بها المناسبة الحقوقية التي يفترض في وزير العدل أن ينصت لنبض المجتمع الحقوقي، ويعد الجواب الذي ينتظره المغاربة في ملف حقوق الانسان، والذي تعثرت الكثير من الأحلام حول ما جاء منها في دستور 2011 في جلباب الدعاية الرسمية.
فهل تعتذرون للمغاربة أولا، وللمسؤول الذي تعرض للإهانة والتهديد ثانيا؟