ادريس لشكر"الزعيم المحنك''الذي يشبه طائر الفينيق

ادريس لشكر الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ظاهرة سياسية تستحق الدراسة والبحث. انه احدى الاهرام السياسية النادرة بالمغرب المعاصر رغم ما يؤخذ عليه.لشكر يمارس السياسة باحترافية كبيرة ، ينهزم بصعوبة وينبعث بسهولة. خلال حياته السياسية الطويلة عرف كل اشكال الانتصارات  والهزائم، كل اشكال الغدر والخيانة والوفاء،كل اشكال المواجهات مع المقربين ومع الخصوم ، خطيب بليغ مفاوض قوي ،رجل تنظيم بامتياز انه سياسي محنك من جيل الساسة الكبار .

تدرج كل محطات التنظيم الحزبي. انتخب كاتبا اولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في ظروف صعبة واستثنائية ،خصوصا بعد ظهور مؤشرات اول انشقاق من بعد المؤتمر قاده الراحل احمد الزايدي .مؤشرات هذا  الانشقاق دفعت بلشكر تدبير الحزب بيد من حديد لانه كان يخاف من انهياره . شارك في انتخابات

2016 وتمكن من  الحصول على فريق برلماني بصعوبة، مما جعله هدف انتقادات لاذعة مفاده انه المسؤول عن انهيار الحزب.لكن لشكر  لم يرد بالكلام على خصومه،بل رد عليهم بالفعل من خلال فوز  الاتحاد باربع حقائب وزارية،ورئاسة البرلمان في السياق المعروف.لكنه في التعديل الحكومي بعد تعيين العثماني بقي مشاركا بوزير واحد،ورئاسة مجلس النواب.

بعد هذا التعديل توجهت - من جديد- كل اصابع الاتهام الى لشكر، اهمها انه "رهن" الحزب لعزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار ، وبانه هدم الحزب وهمش اطره .وبانه ذاهب بالحزب نحو الهاوية،حيث راهن كل خصومه بانه سيتلقى هزيمة مدوية في الانتخابات 2021 ، لكن تجارب لشكر وذكائه وتدبيره المرن للترشيحات مكنه من الفوز ب34 مقعدا في ظروف صعبة وغير متكافئة واحتلال المرتبة الرابعة.بعد هذا الفوز راهن لشكر على المشاركة في حكومة اخنوش، لكن المفاجـأة كانت  مخيبة فاختار صف  المعارضة .

جمع المجلس الوطني للضغط على رئيس الحكومة المكلف لكن استراتيجيته لم تفلح مما دفعه لعقد ندوة صحفية غاب عنها الثعلب الماكر الحببب المالكي مما

اعتبره البعض غدرا وخيانة لادريس لشكر ، لاعلان الاصطفاف في المعارضة بخطاب قوي مرر فيها عدة رسائل سياسية، يمكن تصنيفه رجل الاسبوع بامتياز.

ويرى مراقبون للشأن السياسي بالمغرب، أن ادريس لشكر في ندوته الصحفية التي عقدها صبيحة يوم الاربعاء الماضي بالرباط كان موفقا ووجه رسائل قوية

للحكومة الجديدة، وابدع في معجم التواصل السياسي ل"التغول الثلاثي" في المشهد السياسي المغربي بعد تحالف احزاب الاستقلال والاصالة والمعاصرة

والتجمع الوطني للاحرار ،وتوزيع رئاسة الجهات بانهم بالتساوي اربع جهات لكل حزب ، اضافة الى الهيمنة على جل عموديات اكبر المدن ومجالس الاقاليم والجماعات.

صوت لشكر الجهوري يمنح للرجل كاريزما وقوة في طرح أفكاره السياسية والحزبية، والدفاع عنها بكل ما أوتي من “صوت قوي”، ما يتيح له تسجيل نقاط كثيرة على

خصومه الكثيرين، منهم عبد اللطيف وهبي الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة الذي وصفه بـ"المتحور".

فادريس لشكر لم يفقد الأمل في أن يعود حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يقود سفينته منذ دجنبر من سنة 2012، إلى سابق توهجه وإشعاعه

داخل المشهد السياسي والحزبي بالبلاد، حيث اكد ان حزبه سيمارس" معارضة سياسية واجتماعية واقتصادية"

إدريس لشكر، الذي نال وصفا بات لصيقا به، وهو “الزعيم المحنك”، الذي نعته به الملك محمد السادس، عندما انتخب على رأس حزب “الوردة”، استطاع بحنكته

ان يقلب الموازين ويعيد الاضواء اليه رغم توجهه للمعارضة والاعلان عن تاريخ المؤتمر المقبل ، مما اعاد حزب الاتحاد الاشتراكي للواجهة .

رغم ما يقال عن ادريس لشكر ،فانه يبقى احد السياسيين النادرين المتميزين. والاكيد ان خصومه قبل اصدقائه سيعرفون قيمة الرجل بعد ابتعاده عن قيادة حزب كبير اسمه الاتحاد الاشتراكي الذي لا يمكن ان يقوده الا الكيار .

لذى يمكن ان نصف ادريس لشكر بالفينيق الاتحادي الاصيل.

 

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.