إنجاز مشرف وتحديات صادمة..قصة فريق المغرب بأولمبياد إعلاميات

حقق المنتخب المغربي نتيجة مشرفة في نهائيات الأولمبياد الدولية للإعلاميات (IOI) التي استضافتها بوليفيا ما بين 27 يوليو و3 غشت 2025، حيث تمكن من احتلال المركز الثالث عربيا وإفريقيا.

لكن خلف هذا الإنجاز الذي رفع راية المغرب عاليا، تكمن قصة من التحديات الصادمة والإهمال المؤسسي الذي كاد أن يجهض المشاركة من أساسها.

وضم الفريق الوطني، الذي يشرف عليه أنس أبوالكلام يؤطره أكرم العمراني، أربعة تلاميذ متميزين هم: ياسر يلامة من الدار البيضاء، محمد شرقي وعبد الحكيم لمنور من الرباط، وزكريا أبي السرور من آسفي.

وقد بصم التلميذ زكريا أبي السرور (16 سنة) على مشاركة لافتة بحصوله على “تنويه مشرف” (Honorable Mention)، في إنجاز يعكس قيمة المواهب المغربية الشابة، خاصة وأن جميع أعضاء الفريق لا يزالون في بداية مسارهم الدراسي، مما يفتح الباب واسعا لتحقيق ميداليات في الدورات المقبلة.

إلا أن مصدرا خاصا كشف لبلبريس عن الوجه الآخر لهذه المشاركة، الذي يطبعه شح الدعم وغياب المواكبة من الجهات الرسمية.

ففي الوقت الذي دأبت فيه وزارة الانتقال الرقمي منذ 2022 على توفير تذاكر السفر، تغير الوضع هذا العام بشكل مقلق.

ويوضح مصدرنا قائلا: “إن البعثة ارسلت خطابا رسميا إلى الوزارة في أوائل أبريل 2025 ، وفي 10 يوليوز، جاء الرد بأن الوزارة لا تستطيع شراء سوى ثلاث تذاكر”.

هذا القرار المتأخر وضع الفريق في موقف حرج للغاية،
ويضيف مصدر بلبريس أن ’’البعثة المغربية كادت تنسحب من المشاركة، في الواقع، وصل الفريق الوطني متأخرًا جدًا ولم يتمكن من المشاركة لا في حفل الافتتاح ولا في الحصة التدريبية التي سبقت المسابقة”.

رغم التحديات حقق الفريق الوطني انجازا معتبرا في بوليفيا

أما وزارة التربية الوطنية، فالصورة تبدو أكثر قتامة حيث . “أبرمت اتفاقية شراكة معهم في عام 2018 ، لكنهم لم يتلقوا أي دعم .

وزاد المصدر ان الوزارة ارسلت مذكرة إلى الأكاديميات للسنتين الأوليين، لكنهم توقفوا عن ذلك منذ ذلك الحين.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 2022، يفوز الفريق الوطني بميداليات ويرفع راية الوطن عاليا ، دون موارد تُذكر”.

وفي ظل هذا الغياب، يبرز الدور الذي تؤديه اللجنة العلمية الوطنية المتطوعة، والدعم المحوري الذي تقدمه مؤسسة 1337، والتي وصفها المصدر بـ”الدعم الكبير والمستمر”، حيث وفرت فضاءات للمعسكرات التدريبية، وتكفلت هذا العام بتغطية كلفة التذاكر الثلاث المتبقية لإنقاذ المشاركة.

وتزداد مرارة هذه التحديات عند مقارنة واقع الفريق المغربي مع الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها الفرق المنافسة، من ميزانيات ضخمة ومدربين دوليين ومناهج دراسية مدمجة.

ورغم كل ذلك، يواصل هؤلاء الشباب تحقيق نتائج مشرفة، ويحصل المتأهلون منهم بسهولة على فرص للدراسة في كبريات الجامعات العالمية مثل MIT وÉcole Polytechnique وLouis Le Grand.

ويبقى السؤال مطروحا حول متى ستتحرك الجهات المسؤولة عن قطاعي التعليم والتكنولوجيا للاستثمار الحقيقي في هذه الطاقات، وتوفير الظروف الملائمة لها لرفع راية المغرب في المحافل الدولية، بدلا من تركها تصارع بمفردها في مواجهة شح الإمكانيات والإهمال.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *