صدمة لمجتمع العلوم : ضبع مرقط يظهر في مصر لأول مرة منذ 5000 عام

أفاد علماء عن ظهور مفاجئ وغير متوقع للضبع المرقط في جنوب شرق مصر، مسجلين بذلك أول رؤية لهذا النوع في البلاد منذ 5000 عام. وقد حدثت هذه الواقعة النادرة في وادي يهميب، على بعد حوالي 19 ميلاً من الحدود المصرية السودانية، وحوالي 310 أميال شمال النطاق المعروف للضبع المرقط في السودان.

وقد تم الإمساك بالضبع وقتله من قبل السكان المحليين، مما أثار دهشة الباحثين. وعلق عالم البيئة عبد الله ناجي من جامعة الأزهر المصرية قائلاً: "كان رد فعلي الأول هو عدم التصديق إلى أن قمت بفحص الصور ومقاطع الفيديو لبقايا الحيوان". وأضاف: "عند رؤية الأدلة، شعرت بالذهول التام، فقد كان الأمر يتجاوز أي شيء كنا نتوقع العثور عليه في مصر".

وينتمي الضبع المرقط، وهو حيوان مفترس يعيش في مجموعات، إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وعادة ما يسكن موائل متنوعة داخل القارة الأفريقية. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية تثير تساؤلات حول كيفية وصول الحيوان إلى هذا الموقع غير المتوقع.

ويرجح ناجي وزملاؤه أن ظاهرة جوية نادرة، وهي "منخفض البحر الأحمر النشط"، ربما فتحت ممرًا للهجرة. وتحدث هذه الظاهرة عندما تهب رياح شرقية فوق الجبال المجاورة، مما يتسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات مفاجئة.

ويعتقد الباحثون أن الدورة الجوية التي تحدث مرة واحدة كل عقد والمرتبطة بمنخفض البحر الأحمر النشط، قد أدت إلى زيادة هطول الأمطار على الحدود المصرية السودانية، مما أدى إلى نمو النباتات بشكل أكبر، وخلق ممر هجرة محتمل للحياة البرية. وتؤكد صور الأقمار الصناعية التاريخية للمنطقة أن هذه المنطقة شهدت نموًا ملحوظًا للنباتات في السنوات الأخيرة، مما يرجح أنه وفر ما يكفي من الحيوانات الرعوية لدعم الضبع في رحلته.

وأوضح ناجي قائلاً: "إن حقيقة أن منطقة الممر أصبحت أقل قسوة من الناحية البيئية، مما يوفر مرورًا أسهل على طول الطريق السريع، قد يفسر كيفية وصول الضبع إلى هذه المنطقة الشمالية". وأضاف: "ومع ذلك، فإن الدافع وراء رحلته الطويلة إلى مصر لا يزال لغزًا يتطلب المزيد من البحث".

ويُعرف الضبع المرقط بقدرته على السفر لمسافات طويلة، وغالبًا ما يقطع ما يصل إلى 17 ميلاً في اليوم، ويتبع أحيانًا هجرات الماشية التي يديرها البشر. وفي هذه الحالة، تمت مطاردة الحيوان بعد أن قتل عنزتين تابعتين لسكان محليين في منطقة إلبا المحمية، وهي حديقة وطنية.

ولا تتحدى هذه النتائج فهمنا لنطاق الضبع فحسب، بل تؤكد أيضًا كيف يمكن أن تؤثر التغيرات المناخية الإقليمية على أنماط هجرة الحيوانات. ويشير الفريق إلى أن التحولات في النظم البيئية المحلية قد ساهمت في رحلة الضبع غير المتوقعة إلى الشمال.