كشفت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية مؤخراً، مزايا القمرين الصناعيين المغربيين (محمد السادس "أ" و "ب")، حيث أشادت بمزاياهما التي تركز بالأساس، على مراقبة المملكة للحدوده ومواردها الطبيعية يشكل مباشرة من الفضاء.
المقال الذي نشرته صحيفة "لوبينيون"، يستند إلى كتاب من توقيع "ماتيو لوينود"، وهو أستاذ الاقتصاد في معهد العلوم السياسية بباريس، والخبير في الدراسات الفضائية؛ يوضح أهمية بلوغ المغرب للفضاء من أجل تغطية فضائية لترابه.
إذ أن الكاتب يرى العديد من التحديات التي تفرض على المملكة، تطوير قدراتها الفضائية؛ والتي تتعلق بالحاجة إلى محاصرة عصابة البوليساريو، بالإضافة للعلاقات الدبلوماسية المتوترة مع الجارة الشرقية.
ويشير مؤلف كتاب "الصناعة الفضائية" إلى الريادة المغربية في القارة الأفريقية، فيما يخص السيادة الفضائية بفضل الدور المحوري لـ"المركز الملكي للاستشعار عن بُعد"، الذي يدير الأقمار الصناعية المغرب التي تسبح في الفضاء.
كما يثير الكاتب، مدى تمتع المملكة بقدرة سيادية في مجال الرصد الفضائي للكرة الأرضية، بفضل السياسية الفضائية للمغرب، بعد إمتلاك القمرين الصناعيين (محمد السادس "أ" و "ب")، اللذين تم إطلاقهما في كل من عامي 2017 و2018 على التوالي، لمهام "مدنية" و"عسكري".
وفيما يتعلق بالأغراض المدنية، يشير "لوينود" إلى أن "الفلاحة" و"صيد البحري"، يشكلان حوالي %12 من الناتج الداخلي الإجمالي الخام؛ مما يسمح باستثمار البيانات الفضائية للقمرين لتحليل المعطيات، قصد التحكم في عملية الإنتاج وتوجيهه.
وقد تطرق الكاتب إلى توجه المغرب نحو إسرائيل، للحصول على خدمات التكنولوجيا الفضائية لـ(IAI) بإسرائيل، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الصامتة مع فرنسا مصنعة القمرين السابقين.
فضلا عن أن الأقمار الصناعية الاسرائيلية، تنتمي إلى جيل حديث من التكنولوجيا الفضائية من حيث الدقة والوضوح، والمعروف باسم OptSat-3000 مقارنة مع الأقمار الفرنسية.
بالإضافة إلى إمكانية تركيب الرادارات الإيطالية "COSMO-SkyMed" عليه، مما سيفتح آفاقًا جديدة لدمج البيانات والخدمات، ما سيغني القدرات الفضائية بالنسبة للسلطات المغربية.
ويضيف الخبير إلى أن هناك رهانات مرتبطة بالأمن القومي للبلاد تبرر السباق المغربي نحو التكنولوجيا الفضائية؛ من أجل مراقبة الحدود الشرقية والجنوبية للمملكة، وتطويق الجزائر والبوليساريو عبر الفضاء، وكشف التحركات المشبوهة أمام الجيش المغرب.
وبالتالي، فإن إمتلاك المغرب للقدرات الفضائية، يضع المغرب في موقع قوة، ويحقق التفوق العسكري للمغرب أمام الجيش الجزائري ومرتزقة البوليسياريو، ويضمن حسم المعارك لصالح من يمتكل المعلومة العسكرية مبكرا.
إذن فالتفوق الفضائي للمغرب، من شأنه أن يعطل إشعال فتيل أي حرب، بالنظر إلى معرفة الجزائر بأن جيشها مكشوف، وأن دخول في أي حرب مغامرة ومخاطرة وخطوة عشوائية؛ فضلا عن أن المغرب ليس مصدر تهديد بالنسبة للجزائري.
وتجدر الإشارة إلى أن الحروب التقليدية، كانت تحسمها العدة والعتاد والكم، إلا أن الحروب المعاصرة اليوم، أضحت تحكما بدرجة أولى "التكنولوجيا" و"المعلومات" و"الاقتصاد"؛ بالإضافة إلى السيادة 'الجوية" و"الفضائية".