في أمسية استثنائية أعادت وهج الطرب العربي الأصيل، احتفى موسم الرياض يوم الخميس المنصرم بالفنان المغربي الكبير فؤاد الزبادي، أحد أبرز الأصوات الكلاسيكية في العالم العربي، الذي اعتلى منصة مسرح بحيرة ذا كروفز في سهرة حملت عنوان “ليلة من روح الزمن الجميل”، وسط حضور جماهيري واسع جاء ليستعيد مع صوته الدافئ سحر العقود الذهبية للأغنية العربية.
ومنذ اللحظات الأولى، ورغم مشاركة أسماء لامعة كالفنان السوري نور مهنا والمطربة المصرية مي فاروق، تمكن الزبادي من أسر الأضواء بالكامل، إذ قدّم خلال فقرته باقة من الروائع التي شكلت جسراً بين الحاضر والماضي، مؤكداً أن الطرب الأصيل ما زال قادراً على ملامسة الوجدان وإحياء الذاكرة الفنية الجماعية. وقد انتشرت مقاطع من أدائه بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد المهتمون بقدرة الفنان المغربي على الحفاظ على مدرسة الغناء الكلاسيكي بروح عصرية متجددة.
وفي لحظة مؤثرة اختتمت فقرته، اعتلت مقدمة الحفل المنصة لتعلن عن تكريم خاص من هيئة الترفيه السعودية لفؤاد الزبادي، يتمثل في منحه ألبوماً غنائياً كاملاً، مسجلاً ومصوراً داخل استوديوهات مرواس، تقديراً لمسيرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود، ولإخلاصه الفني الذي جعله واحداً من أبرز حراس التراث الغنائي المغربي والعربي.
وقد لقي هذا التكريم تفاعلاً واسعاً عبر الشبكات الاجتماعية، حيث اعتبره كثيرون اعترافاً مستحقاً بصوت فريد ظل وفياً للطبقات الراقية من الطرب الشرقي، بعيداً عن تيارات الأغاني السريعة وموجات الاستسهال الفني. ورأى آخرون أن المبادرة تسهم في إعادة تسليط الضوء على القامات الكلاسيكية التي ما تزال تشكّل جزءاً أصيلاً من الذاكرة الموسيقية العربية.
وأعرب الفنان فؤاد الزبادي عن امتنانه العميق لهذه الالتفاتة، مؤكداً أنها تأتي لتتوج مرحلة نضج فني جديدة، وتشكل إضافة نوعية لمسار طويل ظل خلاله حاملاً لرسالة الفن الراقي وملتزماً بجمالية المدرسة الكلاسيكية العربية.
ويُذكر أن هذا التألق ليس غريباً عن الزبادي، الذي مثّل المغرب في كبريات التظاهرات العربية والدولية، من حفلات دار الأوبرا المصرية إلى المهرجانات الوازنة عبر العالم العربي، مثبتاً مكانته كأحد أهم أعمدة الغناء الكلاسيكي في الزمن المعاصر