تحولت رحلة سياحية عائلية، كانت تهدف للاستمتاع بمشاهدة ساحل مانهاتن من الأعلى بعد ظهر يوم الخميس، إلى مأساة مروعة. ففي أجواء ضبابية، هوت المروحية التي كانت تقل العائلة قبالة ساحل نيوجيرسي، لتنهي حياة جميع ركابها وقائدها في نهر هدسون.
كان من بين الضحايا أغوستين إسكوبار، وهو مسؤول تنفيذي بارز في شركة سيمنز، برفقة أفراد عائلته الذين كانوا في زيارة لنيويورك قادمين من إسبانيا، وفقًا لما أكده مسؤول في إنفاذ القانون وتصريحات عمدة نيويورك، إريك آدامز. وما زالت السلطات، ممثلة في إدارة شرطة نيويورك وخفر السواحل الأمريكي، تعمل على جمع المزيد من التفاصيل حول الضحايا.
وفيما لا تزال الأسباب الدقيقة لتحطم المروحية غامضة، فإن مشهد سقوطها المفاجئ من السماء ترك شهود العيان في حالة من الصدمة. بدأت المأساة تتكشف في تمام الساعة 3:17 مساءً، عندما تلقت خدمة الطوارئ 911 مكالمات متعددة تبلغ عن تحطم مروحية في نهر هدسون بالقرب من الرصيف "أ" في مدينة هوبوكين بولاية نيوجيرسي، حسبما أفادت مفوضة شرطة نيويورك، جيسيكا تيش. وعند وصول فرق الإنقاذ، تمكنت الشرطة من انتشال أربعة أشخاص من المياه المتجمدة، بينما قامت فرق الإطفاء بانتشال شخصين آخرين.
وبالنظر إلى تفاصيل الرحلة، فقد أقلعت المروحية، وهي من طراز Bell 206L-4 LongRanger IV المصنوع عام 2004 والحاصل على شهادة صلاحية طيران سارية حتى عام 2029، من مهبط الطائرات المروحية في وسط مانهاتن في تمام الساعة 2:59 مساءً. بدأت جولتها بالتحليق جنوبًا، ثم استدارت لتتجه شمالًا بمحاذاة ساحل مانهاتن فوق نهر هدسون. ووفقًا لبيانات تتبع الرحلات ومسارها الذي استمر قرابة 16 دقيقة، وصلت المروحية إلى جسر جورج واشنطن حوالي الساعة 3:08 مساءً، وحلقت على ارتفاع يقارب 1000 قدم. عندها، انعطفت المروحية جنوبًا لتتبع ساحل نيوجيرسي، لكنها فقدت السيطرة بعد ذلك بوقت قصير لتسقط في النهر.
تتوافق التقارير الأولية التي تحدثت عن توقف المروحية بشكل مفاجئ في الجو وتساقط أجزاء منها قبل الارتطام بالماء مع البلاغات الواردة لخدمة الطوارئ، كما أشارت تيش.
وقع الحادث في ظروف جوية غائمة، مع رياح تتراوح سرعتها بين 10 و15 ميلًا في الساعة، وصلت هباتها إلى 25 ميلًا في الساعة. ورغم أن الرؤية الأفقية كانت جيدة نسبيًا (10 أميال)، إلا أن الأجواء كانت متقلبة مع اقتراب عاصفة جلبت معها أمطارًا خفيفة إلى المنطقة.
وفي أعقاب الحادث مباشرة، طُلب من طياري المروحيات الأخرى العاملين في المنطقة عبر ترددات المراقبة الجوية المساعدة في البحث عن أي ناجين محتملين في الماء، حيث نادى أحد طياري فرق الاستجابة: "يرجى إبقاء أعينكم مفتوحة. إذا رأيتم أي شيء في الماء، يُرجى إبلاغنا".
لا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات هذا الحادث المأساوي، بينما لم تتوفر معلومات فورية عن هوية الطيار الذي كان يقود المروحية المنكوبة.