في ذكرى رحيله الأولى.. أهم محطات حياة الراحل محمد الغاوي

صوت مغربي محض أطرب وأغنى الخزانة الفنية المغربية بروائع لازال الجمهور المغربي يرددها ويحفظها عن ظهر قلب، هو فنان بكل ما للكلمة من معنى، غنى عن الحب والحبيب، عن الوطن والغربة، غنى لعمالقة الكتاب وتعامل مع أعظم الملحنين قبل أن يفقد الكلام ويترجل عن صهوة الحياة في مثل يوم أمس 4 فبراير من السنة الماضية.

محمد الغاوي رمز من رموز الأغنية المغربية العصرية وأحد أعمدتها، ولد سنة 1954 بمدينة سلا، حبه للفن جعله ينضم لفرقة "الجيل الصاعد" وعمره آنذاك لم يتجاوز السابعة، وبعدها التحق ببرنامج "مواهب" الذي كان يشرف عليه الراحل عبد النبي الجيراري لمدة عشر سنوات، هناك كون صداقات مع من سيصبحون نجوم المستقبل كالفنان محمود الادريسي وليلى غفران والبشير عبدو وغيرهم من الفنانين الذين سطع نجمهم في سماء الأغنية المغربية.

تلقى محمد الغاوي أجرا بقيمة 60 درهما في الأسبوع طيلة اشتغاله في "أضواء المدينة" وهو المبلغ الذي كان يساعد به والدته بالاضافة الى ما كان يتلقاه من  احياء الحفلات والأعراس المغربية

شارك محمد الغاوي في برنامج "أضواء المدينة" سنة 1979، والذي كانت تنظمه الإذاعة الوطنية آنذاك، فاز فيه بجائزة أحسن صوت رجالي عن أغنية " مضناك جفاه مرقده" الشيء الذي مكنه من تسجيل أغنيته الشهيرة " الغربة والعشق الكادي" على حساب الإذاعة والذي تكلف بكتابة كلماتها علي الحداني، لتنطلق بعدها رحلة النجاح في مجال الفن والموسيقى.

في رصيده أزيد من 80 أغنية تنوعت بين العاطفية والوطنية أبرزها أغنية الغربة والعشق الكادي، واحنا مغاربة، وحلاوة العشرة وما نقول لا، بالاضافة الى أدائه جنيريك مسلسل راضية والتي كان بعنوان "نحرثوا البلاد"

وشارك محمد الغاوي في مجموعة من الملاحم لعل ابرزها ملحمة العهد وهي من ثلاثة أجزاء ألفها الفنان الراحل محمد حسن الجندي وتم عرضها في دار الأوبرا بالقاهرة، كما عرف بأدواره التمثيلية في كل من مسلسل راضية واليد في اليد وتستمر الحياة وأصوات المدينة.

أحيى محمد الغاوي مجموعة من الحفلات والمهرجانات داخل أرض الوطن وخارجها، وكان خير سفير للأغنية المغربية واعتبر من أكثر الفنانين طلبا من قبل الجالية المغاربية المقيمة بالخارج خاصة في كل من فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الاوروبية والعربية.

نقل محمد الغاوي الى المستشفى العسكري بالرباط بعد تعرضه لنزيف داخلي في شهر يناير 2023 خضع لعملية جراحية دخل بعدها في غيبوبة استمرت شهرا كاملا، قبل أن يسلم الروح إلى بارئها في الرابع من فبراير 2023