وجه كريم الكلايبي، عضو لجنة التتبع والقيادة لمركب محمد الخامس، مراسلة رسمية إلى عمدة مدينة الدار البيضاء، يدعو من خلالها إلى عقد اجتماع عاجل للجنة، عقب استدعاء الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس)، وذلك للوقوف على تداعيات قرار إغلاق المركب.
وأوضح الكلايبي في مراسلته أن “الظروف الراهنة تفرض على جميع المتدخلين التحرك السريع واتخاذ تدابير عملية للحفاظ على مصالح قطبي كرة القدم البيضاوية والوطنية، الوداد والرجاء، وضمان استمرار نشاطهما الرياضي في أفضل الظروف”، مضيفًا أن “التعاون والتنسيق بين مختلف الأطراف هو السبيل الأمثل لتفادي أي ارتباك تنظيمي أو رياضي قد يمس بحقوق الأندية وجماهيرها”.
وتأتي هذه الدعوة في سياق النقاش الدائر حول تدبير المرحلة الانتقالية المرتبطة بإغلاق مركب محمد الخامس، وما يترتب عنه من تحديات لوجيستيكية وتنظيمية بالنسبة للناديين البيضاويين، اللذين يستقبلان مبارياتهما الرسمية على أرضية هذا الملعب التاريخي.
في سياق مرتبط، أوضحت شركة “سونارجيس”، عبر مديرية تواصلها، في اتصال مع موقع “بلبريس”، أن قرار إغلاق مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، المبرمج بداية من 15 أكتوبر الجاري، يأتي في سياق أشغال صيانة عشب الملعب الموسمية، في أفق تجهيزه لاحتضان مباريات كأس أمم إفريقيا.
وأكدت الشركة أن عشب ملعب محمد الخامس يحتاج للصيانة، فترتين في السنة، من أجل الحفاظ على جاهزيته لاستقبال المباريات.
من داخل مجلس المدينة، عبر خرج عبد اللطيف الناصيري، نائب العمدة المكلف بقطاع الرياضة، عن موقفه، من خلال بلاغ توضيحي شديد اللهجة، أعلن فيه تبرؤ الجماعة من القرار، مؤكّدًا أن “سونارجيس” هي صاحبة المبادرة، وأن المجلس لم يُستشر في الموضوع.
وأوضح الناصيري في بلاغه أن جماعة الدار البيضاء توصلت يوم الجمعة 10 أكتوبر بمراسلة إخبارية من الشركة الوطنية “تفيد بإغلاق المركب خلال الفترة الممتدة من 15 أكتوبر إلى 30 نونبر، بداعي صيانة العشب استعدادًا لكأس إفريقيا للأمم”.
وأضاف أن “القرار لم يكن محل تنسيق مسبق”، مشددًا على أن “إغلاق مرفق بهذا الحجم لا يمكن أن يكون شأنًا خاصًا بالشركة، بل يستوجب التشاور مع جميع المتدخلين، وفي مقدمتهم مجلس المدينة، ولاية الجهة، الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وفريقي الوداد والرجاء”
وأكد المسؤول الجماعي أن صيانة العشب “وإن كانت ضرورية ومطلوبة قبيل منافسات كأس إفريقيا”، فإنه كان بالإمكان تأجيلها إلى نهاية الشهر الجاري، حتى تتزامن مع فترة توقف البطولة الوطنية “بما يضمن جاهزية الملعب دون المساس بحقوق الأندية”.
الناصيري شدد كذلك على أن “جماعة الدار البيضاء تحرص على جاهزية المركب بنفس درجة حرصها على مصالح الوداد والرجاء”، مشيرًا إلى أن “اجتماعًا مستعجلًا سينعقد قريبًا لتدارس هذا الملف ومتابعة تدبير المركب بمعية كافة الشركاء”
ومن المنتظر أن يشهد الاجتماع المرتقب، في حال تحديد موعده، مشاركة ممثلين عن جماعة الدار البيضاء وولاية الجهة وسونارجيس والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى جانب ممثلي فريقي الوداد والرجاء، قصد وضع تصور عملي لتدبير المرحلة المقبلة وضمان استمرارية النشاط الرياضي في العاصمة الاقتصادية.