تحالف مغربي يظفر بأضخم ورش رياضي في تاريخ المملكة: ملعب الحسن الثاني سيكلف 350 مليار سنتيم

أحرز التحالف المغربي المكوّن من شركتي TGCC وSGTM صفقة القرن في مجال الإنشاءات الرياضية، بعد أن ظفر بعقد بناء ملعب الحسن الثاني في إقليم ابن سليمان، بقيمة تقارب 350 مليون دولار (3,2 مليار درهم مغربي)، ما يجعله أضخم مشروع رياضي من نوعه في تاريخ المملكة، في خطوة مفصلية نحو احتضان كأس العالم 2030

ملف وحيد… ومشروع عملاق

الصفقة، التي أعلن عنها رسمياً عبر البوابة الإلكترونية للصفقات العمومية، جرى إسنادها لتحالف TGCC-SGTM بعد أن قدما الملف الوحيد المتكامل المستوفي لجميع المعايير التقنية والهندسية المعتمدة من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في خطوة تؤكد الثقة المؤسساتية في قدرات هذا التجمع الثنائي.

الملعب المرتقب، الذي سيكون الأكبر في العالم بسعة تصل إلى 115 ألف متفرج، سيُنجز على مدى 30 شهراً، على أن تنتهي الأشغال بحلول ديسمبر 2027، أي قبيل الموعد الرسمي لبطولة كأس العالم 2030، التي تستضيفها المغرب بشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

بين الطموح الوطني والخبرة التقنية

التحالف المكون من SGTM وTGCC ليس غريباً عن المشاريع العملاقة. فالأولى تُعد من أبرز المقاولات المغربية المتخصصة في البنية التحتية، والثانية تعتبر من رموز الصناعة العقارية والإنشائية في البلاد، وقد أثبتتا قدرتهما في مشاريع وطنية ودولية سابقة، منها الموانئ، القناطر، المطارات والمنشآت الرياضية الكبرى.

مصادر مقربة من لجنة الإشراف على مونديال 2030 كشفت أن الاختيار لم يكن فقط تقنياً، بل استراتيجياً، إذ تراهن الدولة على تعبئة الموارد البشرية والمعدات واللوجستيك المحلي لضمان تسريع وتيرة الأشغال، وتقوية النسيج الاقتصادي الوطني.

ملعب رمزي من الصفر

من بين الملاعب الـ13 التي يتضمنها ملف المغرب لمونديال 2030، يُعد ملعب الحسن الثاني الوحيد الذي سيتم تشييده من الصفر، على أرض عذراء بمنطقة ابن سليمان، الواقعة بين الدار البيضاء والرباط، ما يمنحه رمزية وطنية استثنائية.

وسيضم المشروع بنية تحتية من الطراز الرفيع تشمل مواقف سيارات تتسع لآلاف المركبات، ومرافق رياضية وترفيهية وتجارية متعددة، إلى جانب معايير عالية في الاستدامة البيئية والتحكم الطاقي.

بين الرأسمال والبورصة: TGCC في واجهة التحول

في تزامن لافت، أعلنت شركة TGCC تنظيم جمع عام غير عادي في الثاني من يوليوز المقبل، بهدف رفع رأسمالها بقيمة 2,5 مليار درهم، عبر إصدار أسهم جديدة في البورصة بسعر يتراوح بين 625 و725 درهماً للسهم. خطوة تعكس طموحات الشركة في التوسع الخارجي، بعد أن أعلنت أيضاً، في فبراير الماضي، عن الاستحواذ على 60% من شركة STAM للبناء، بقيمة مماثلة.

وتجدر الإشارة إلى أن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الحالي، محمد سعد برادة، كان قد شغل عضوية مجلس إدارة TGCC قبل استقالته إثر تعيينه في منصبه الحكومي، ما يعكس عمق الصلة بين القطاع العام والخاص في مسار تنمية البنيات التحتية الرياضية الوطنية.

ورش أيقوني… وموعد مع التاريخ

تأمل المملكة المغربية في جعل ملعب الحسن الثاني بإبن سليمان أيقونة معمارية ورياضية عالمية، تجسد طموح بلد يضع الرياضة في قلب مشروعه التنموي. فمن خلال هذا الورش العملاق، تسعى الرباط إلى ترسيخ صورة جديدة للمغرب كفاعل محوري في تنظيم الأحداث الكبرى، في أفق ما بعد كأس العالم.

وإذا ما تم الالتزام بالجدول الزمني، فإن الملعب سيُشكّل نقطة تحول ليس فقط في البنية التحتية الرياضية، بل في مفهوم البناء الرياضي المغربي عموماً، من خلال نقل التجربة من مرحلة التأهيل إلى مرحلة التأسيس من الصفر، وفق أعلى المعايير الدولية.