مجلة "جون أفريك" : هكذا ضحّى المغرب لخدمة الجزائر كُرويا لكنهم تنكروا له
كتبت مجلة "جون أفريك" تحت عنوان "عندما عاقبت الفيفا المغرب لدعمه القضية الجزائرية"، تناولت المقالة الطويلة فضيحة الجزائر والأزمة الجديدة التي أثارها بعد احتجاز أمتعة فريق نهضة بركان في المطار عندما وصل الجزائر لخوض مباراة في كرة القدم، بحجة وجود خريطة كاملة للمملكة المغربية على قميص الفريق.
ذكّر الكاتب الجزائري القراء بتضحية المغرب والمغاربة قبل عدة عقود، خلال فترة الاستقلال، والتي عوقبت فيها المغرب من قبل الفيفا بسبب دعمه الثابت للجزائر ضد الاستعمار الفرنسي الوحشي.
في عام 1958، كانت الجزائر تخوض حرب الاستقلال، حيث كانت جبهة التحرير الوطني تجسد مقاومة الاحتلال الفرنسي، والتي كانت ولادتها لأغراض الحرب، لأن الأحزاب السياسية لم تكن قادرة على تحقيق التغيير المطلوب بوسائل سلمية. بالنسبة لمقاتلي جبهة التحرير الوطني، كانت هذه مسألة كسر لميزان القوى لوضع حد للاستعمار.
جابت جبهة التحرير الوطني جميع الجبهات، واستخدمت الدعاية كأداة قيمة، حيث نظم الحزب الاستقلالي فريق كرة قدم لنقل رسالة الاستقلال الثورية، وتم تجنيد اللاعبين في أماكن لعبهم، بما في ذلك البطولة الفرنسية، مما حرم المنتخب الفرنسي من لاعبين مثل رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني، الذين أصبحوا جزءًا من نادي جبهة التحرير الوطني.
قامت جبهة التحرير الوطني، تكريمًا للمقاومة، بتنظيم بطولة باسم جميلة بوحيريد، وقد اقترح المغرب تنظيمها بعد تونس، وبفعل الضغوط القوية من فرنسا، قامت الفيفا بتأجيل عضوية المغرب وتونس في المنظمة الدولية.
ومع ذلك، استمرت الجامعة المغربية في تنظيم مباريات كرة القدم لجمع الأموال للمقاتلين الجزائريين، مما أدى إلى تعميم القضية الجزائرية على نطاق واسع. وفي النهاية، فشلت العقوبات في المحافظة طويلاً، وفي مواجهة كرة القدم المسيسة للفيفا، سادت سياسة جبهة التحرير الوطني، بفضل الدعم الحاسم من المغرب.