العوامل التي تفسر عقدة كأس الأمم الإفريقية بالنسبة لمنتخبنا الوطني

يسعى منتخبنا الوطني جاهدا لفك عقدة كأس الأمم الإفريقية، للظفر بلقب أسمر ينضاف الى اليتيم القابع بخزانته منذ عام 1976، التي حصل عليها بإثيوبيا، أملا هذه المرة بكسرها خاصة بعد الانجاز عير المسبوق تاريخيا لذي حققه بمونديال قطر، ببلوغه نصف نهائي كأس العالم.

 

 

وقبل بضعة أشهر، حقق المنتخب الوطني إنجازًا تاريخيًا كأول منتخب إفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم. بفضل فريق قوي مكون من لاعبين نجوم  ممميزين على المستوى العالمي، مثل أشرف حكيمي وسفيان أمرابط ويوسف النصيري وسفيان بوفال وحكيم زياش ورومان سايس، ربطوا من خلاله لقب "أسود الأطلس" بالنجاح الدولي. والسؤال الذي يتبادر في أذهاننا حاليا، هل يمكن لهؤلاء اللاعبين الاستثنائيين مستعدين لتوسيع نجاحهم العالمي إلى الساحة القارية وكسر اللعنة التي تخيم على المغرب في كأس الأمم الإفريقية.

المنتخب الوطني حقق التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2023 باعتباره الفريق الأول الذي حجز مكانه في البطولة في ساحل العاج، بدون أدوار تمهيدية كهدية على ما حققه للكرة الإفريقية، ويبدو على أنه في استعداد تام لمواجهة تحديات مجموعته السادسة، التي تضم زامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا.

تألق وخيبة الأمل
على مدى 33 نسخة من كأس إفريقيا، تأهل المنتخب المغربي 18 مرة فقط، وكثيرًا ما خرج من الدور الأول. ورغم وصولهم إلى الدور نصف النهائي ثلاث مرات فقط، إلا أن المغرب فشل في التأهل لدور المجموعات منذ عام 2004،  حينما اقترب من الظفر بالغالية السمراء ببلوغه النهائي مع المدرب بادو الزاكي، بعدما تعرضوا لخيبات الأمل المتتالية بما في ذلك الخروج من دور الـ16 أمام بنين في 2019.

 

أسباب اللعنة
تفسر عدة عوامل هذه اللعنة التي تطارد المنتخب الوطني في كأس أفريقيا، ولعلى قلة الاهتمام الأولي المتجلية في عدم مشاركة المغرب في النسخ الخمس الأولى للبطولة أثرت سلباً على تحضيراتهم للبطولة الأفريقية. بالاضافة الى مشكلات التواصل، بحيث الاختلافات اللغوية التي أثرت سلبًا على تواصل اللاعبين، وتم التأكيد على الحاجة إلى موظفين فنيين متعددي اللغات لضمان تبادل المعلومات بشكل فعال.
علاوة على ذلك، التمييز بين اللاعبين المحليين والمحترفين، والتي ساهمت بشكل سلبي على روح الفريق بسبب الاختلاف في المعاملة بين اللاعبين المحليين والمحترفين. ثم الغيابات الحاسمة، غياب لاعبين أساسيين كحكيم زياش وناصر مزراوي أثر سلبًا على أداء المنتخب في الفترة الماضية بسبب تعنت وجيد خليلوزيتش، كما ساهم في افتقار اللاعبين للخبرة في البطولات الأفريقية في تكرار خيبات الأمل.

 

لحظة التحول
هذه المرة، منتخبنا الوطني فريق متجانس، معزز بالثقة والجودة، وبتوجيهات مدرب وطني، وليد الركراكي، يضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات، وعارف بخبايا الكرة الإفريقية، متوج بدوري أبطال افريقيا رفقة الوداد الرياضي، مصنف ضمن أفضل الفرق الإفريقية والمرشج الأول للظفر بها، جاهز لتحقيق النجاح وكسر اللعنة في كأس أفريقيا. كما قال الإطار الوطني في تصريح سابق بعد كتابة التاريخ : "نعم وصلنا لنصف نهائي كأس العالم، إنجاز كبير ولكنني أريد كتابة التاريخ بكل صفحاته إذا فزنا بكأس أفريقيا، نريد أن نكون أبطال القارة لكي نبرهن للمشككين أن الإنجاز المذكور لم يكن من فراغ. ونحن نعلم أت الأمر لن يكن بالسهل، ولكن ما أٍيده تأكيده لكم هو أننا سنتحاول بكل ما أوتينا من قوة للطفر بها".