لم تعد فوضى الباعة الجائلين مجرد ظاهرة هامشية في أحياء عديدة بالدار البيضاء، بل تحولت إلى مصدر إزعاج يومي حقيقي يؤرق راحة السكان ويهدد السكينة العامة.
فبين أحياء مولاي رشيد، وسباتة، وسيدي معروف، ودرب السلطان، تتصاعد أصوات مكبرات الصوت الإلكترونية المحمولة، لتعلن عن بضائع متنوعة، لكنها في المقابل تعلن عن مستوى مقلق من التجاوزات التي تطال الفضاء العام والسلوك المدني.
ورصدت “بلبريس” هذه المظاهر التي باتت جزءا لا يتجزأ من المشهد اليومي، حيث لا يقتصر الإزعاج على الصخب الصادر عن مكبرات الصوت فحسب، بل يتفاقم ليشمل التلوث البصري والبيئي الناتج عن تراكم المخلفات والأزبال التي يخلفها هؤلاء الباعة، في سلوك يتنافى تماما مع أبسط قواعد احترام الجوار والفضاء المشترك.
تزداد حدة هذه المعضلة بشكل خاص أمام المساجد أيام الجمعة، فما أن تنتهي الصلاة، حتى تتعالى الأصوات بشكل هستيري، في مشهد غريب يخلق تناقضا صارخا ويسائل أخلاقيات التعامل في الفضاء العام.
متضررون يصفون معاناتهم اليومية،بالكبيرة ومن بينهم مرضى وكبار سن، حيث عبروا عن انزعاجهم وانهم “لا يستطيعون تحمّل هذا الضجيج”، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل والفوري لوضع حد لهذه المعاناة.
هذه الفوضى المتفاقمة، وما يصاحبها من ضجيج وتلوث، لا تقتصر آثارها على الإزعاج المباشر، بل تمتد لتلقي بظلالها على جودة الحياة في هذه الأحياء، وتطرح تساؤلات جدية حول مدى تطبيق القانون وحماية حق المواطن في العيش بسلام وهدوء ضمن فضاء حضري لائق.